قال تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) ).
أبهم القران اسم صاحب الجنتين وصاحبه على عادة القصص القرآني في إبهام الشخوص والاعتناء بالعبرة المستفادة والعظة ، ومع ذلك فقد اجتهد المفسرون في معرفة صاحب الجنتين و صاحبه وذكروا في ذلك أقوالا لخصها القرطبي في تفسيره وهي :
1. قيل نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين ، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، زوج أم سلمة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - . والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد .
2. وقيل : نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة .
3. وقيل : هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وصهيب وأصحابه ; شبههم الله برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا ; في قول ابن عباس . وقال مقاتل : اسمه تمليخا . والآخر كافر واسمه قرطوش .
4. وقيل : هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر .
أما العبر المستفادة من القصة فكثيرة منها :
1. أن الميزان عند الله ليس بالمال والجاه وإنما بالإيمان والعمل الصالج .
2.الدنيا دار ابتلاء والآخرة هي دار الجزاء ، فعلى المؤمن ألا يغتر إن أعطاه الله ، ولا يحزن إن منعه الله ،فالله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن يحب .
3.الفوز الحقيقي في نيل الجنة والفوز في الدار الاخرة .
4. تقوى الله وأداء الحق الشرعي في المال وشكر الله على نعمته سبب في البركة ونماء المال .
5. كفران النعمة والاغترار بها ومنع حق الله فيها سبب في المحق وذهاب المال .
والله أعلم
198 مشاهدة
