- قال الله تعالى : (
وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ) سورة الحجر 78
-
أصحاب الأيكة: هم قوم نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام. وكانوا في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة العرب، والتي تسمى الآن: (البدع) في السعودية وما حولها، وهي قريبة من منازل قوم لوط ، ومن منطقة معان في المملكة الأردنية الهاشمية.
- وسبب تسميتهم بأصحاب الأيكة: نسبة إلى شجر الكثير والكثيف والملتف والمكشوف، فكانوا أصحاب خير وزروع وثمار وبساتين وجنات مما أدى إلى تكبرهم وعدم إيمانهم مع نبي الله تعالى شعيب عليه السلام .
- كذلك من أسباب هلاكهم أنهم كانوا مقصرين في حق الله تعالى ويكفرون به ، وكذلك مقصرين في حق الناس - حيث أنهم كانوا ينقصون الميزان ولا يؤدون للناس حقوقهم رغم الخير الكثير المتوفر لديهم - قال الله تعالى: ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ) سورة هود: آية 84 .
- وكان من أسباب هلاكهم أيضاً كثرة إستهزائهم بني الله شعيب عليه الصلاة والسلام وبصلاته وبعبادته لله تعالى :قال تعالى (أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ) سورة هود: آية 87 .
- وأصحاب الأيكة هؤلاء لا يجوز زيارة أماكنهم بقصد السياحة : لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحِجْر – وهي : منازل ثمود – قال :
(لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين) ثم قَنَّع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي. رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما .
- ويستفاد من هذا الحديث ومن قصة أصحاب الأيكة ونبيهم شهيب عليه الصلاة والسلام :1- أنه ينبغي على من مرّ بديار الذين ظلموا أن يسرع السير .
2- أنه لا يجوز زيارة أماكن الذين ظلموا كقوم شعيب ولوط وغيرهم.
3- حتى أنه يستحب أن يتقنع بثوبه أو بمنديل أو بأي شيء يضعه على وجهه حتى لا يرى تلك الأماكن.
4- ويستحب كذلك إذا مر أن يبكي على حال هؤلاء.
5- أن الله تعالى يمهل ولا يهمل وأن أخذه أليم شديد.
6- أن المال والزرع والقوة والسلطان والجبروت في الأرض لا تمنع البشر من غضب الله تعالى، ولا ينفع الناس إلا أن تؤمن بالله عز وجل وحده لا شريك الله ، فهو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
7- أن دعوة الأنبياء لأقوامهم كانت بود ورحمة وخطاب القوم والعشيرة فكانوا يقولون لأقوامهم يا قوم .
8- قال الله تعالى: (
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) ولم يقل أخوهم
كسائر الأنبياء؟!؛ لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب.
9- قوله تعالى على لسان نبيه شعيب: ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ فيها إشارة إلى أن الداعية يجب أن يطابق قوله فعله، وقبل أن يأمر الناس بشيء يجب عليه أن يكون فاعله، وهذا يدل على صدقه في الدعوة وإخلاصه لله تعالى، وأنه ليس له مطمع في دعوة الناس.
10- وقوله تعالى على لسان شعيب عليه الصلاة والسلام ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) أن الأنبياء والدعاة الربانين هدفهم الوحيد من دعوة الناس هو إصلاحهم وإصلاح المجتمع ورقيه وحضارته، وليس لهم غاية غير ذلك، إنما يطلبون الأجر والثواب من الله تعالى وحده .
- ومرقد نبي الله شعيب عليه السلام في غور الأردن ويسمّى وادي شعيب، وقيل أن أصحاب الأيكة سكنوا أعالي النقب في فلسطين.
- أما العذاب الذي نزل عليهم فهو : الحر الشديد الذي أرسله الله عليهم وهم في بيوتهم ، فلم يستطيعوا تحمله فخرجوا يطلبون البراد في الصحراء فأرسل الله عليهم سحابة فاجتمعوا تحتها جميعاً نت شدة الحر ، ثم أنزل الله عليهم كتلاً ملتهبة من السماء وناراً تلظى وزلزل الأرض من تحتهم فأهلكهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين (ميتين)
المصادر :
1-
موقع اسلام ويب2-
https://sotor.com