كان الشعر في الجاهلية ولوقتنا هذا ديوان العرب وسجل مخافرهم وكتاب مآثرهم. فالشعر هو ديوان علمهم وحكمهم. والشُعراء في الجاهلية حظوا بمنزلة رفيعة فقد كان كلامهم يُسمع كالحكام ويهابهم الملوك والسلاطين والحكام خوفاً من هجائهم ويتوددون لهم بالنقود والمناصب لمديحهم والذي سيحيا اسمه طالما اسم الشاعر وقصائده تقرأ وتدرس.
من أعلام الشعراء في العصر الجاهلي والذين لا تزال قصائدهم تتربع بمقدمة التقييمات ومثال يحتذى للشعراء أذكر:
امرؤ القيس
هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي اشتُهر بلقب امْرئ القَيْس، هو شاعر عربي ذو مكانة رفيعة بالأدب، بَرز في فترةِ الجاهلية، ويعد امرؤ القيس رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم في التاريخ. اختلفت المصادر في تسميته، فورد باسم جندح وحندج ومليكة وعدي، وهو من قبيلة كندة. يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: الملك الضليل وذو القروح، وكانت كنيته أبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث.
عمر بن كلثوم التغلبي
يلقب بأبو الأسود ولد عام 562م وهو شاعر بمكانة رفيعة في زمانه وهو صاحب معلقة، والمعلقات هي القصائد التي توضع على جدار الكعبة بالعصر الجاهلي لشدة جمالها وحب الناس لها. ويشتهر عنه أنه صاحب القصيدة الواحدة. لأن كل ما ورد عنه معلقة وكانت هذه المعلقة مكونة من ألف بيت. ومطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني. وهو أحد الشعراء المقدمين على سائر الشعراء مثل امرؤ القيس ونابغة الذبياني حسب رأي التبريزي. كانت قصائده تسمى الحوليات لأنه كان يكتبها في شهر ويهذبها خلال سنة. ويقال أن زهير بن أبي سلمى أشعر شعراء الجاهلية وهذا ما ذهب إليه العباس بن الأحنف وما يرويه عكرمة عن أبيه جرير. وهو من شعراء المعلقات.
يقول الشاعر:
سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ
طرفة بن العبد.
هو شعر على مستوى رفيع وهو أيضاً من شعراء المعلقات. هو طرفة بن العبد بن سفيان بن مالك. وهو من الشعراء ذوي الجاه فوالديه من نسب شريف وعالي. كما كان والده وجده وأعمامه شعراء كذلك. مات الشاعر مقتولاً في عمر الثلاثين من عمره أثر تهمة هجاء الملك عمر بن هند على يد المكعبر.
الحارث بن الحلزة
هو الحارث بن حلزة اليشكري واسمه الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، من بادية العراق، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل «أفخر من الحارث بن حلزة»، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن الهند لأجل حل الخلاف الذي وقع بين قبيلتي بكر وتغلب. توفي سنة 580م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب.
قس بن ساعدة
هو قس بن ساعدة الإيادي كان من أشهر الخطباء العرب وحكمائها قبل الإسلام وضرب به المثل بالبلاغة. وهو أول مَن قال: «أما بعد» و«البيِّنة على مَن ادَّعَى واليمينُ على مَن أنكر» و«اسْمَعُوا وَعُوا، ومَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات»
عنترة بن شداد
هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي وهو من أشهر الفرسان والشعراء في العصر الجاهلي وكانت أمه حبشية قد ورثته لونها الأسود وكان مشهور بأخلاقه العالية. امتازت أشعاره بالرقة والعذوبة. من المعروف عنه قصة حبة مع عبلة والتي كان لها حصة كبيرة في أشعاره.
النابغة الذبياني
سمي بالنابغة لأنه نبغ بالشعر وهو زياد بن معاوية.
الخنساء
يعود لقب الخنساء لتماضر بنت عمرو بن الحارث السليمة. وهي شاعرة ولدت بالعصر الجاهلي بجزيرة العرب وكانت ذات أنف قصير مرتفع الأرنبة وهذا هو سبب تسميتها بالخنساء. عرفت الخنساء بقوة الشخصية وحرية الرأي وقد نشأت ببيت عز مع أبيها وأخويها معاوية وصخر تزوجت من ابن عمها مرداس بن أبي عامر وأنجبت منه يزيد ومعاوية. عرفت الخنساء بجودة الشعر والكرم. وعرفت أيضاً بشعر الرثاء.
54 مشاهدة
