من هم أحزاب الشياطين؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
قال تعالى في سورة المجادلة (  اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القران :

( استحوذ عليهم الشيطان أي : غلب واستعلى ، أي : بوسوسته في الدنيا . وقيل : قوي عليهم ... فأنساهم ذكر الله أي : أوامره في العمل بطاعته . وقيل : زواجره في النهي عن معصيته ..أولئك حزب الشيطان طائفته ورهطه ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في بيعهم ، لأنهم باعوا الجنة بجهنم ، وباعوا الهدى بالضلالة )
 
فحزب الشيطان هم اتباعه وجنده ورهطه وأنصاره الذين يمتثلون أمره ويتبعون رأيه من الجن والإنس .

وأتباعه من الجن هم كفرة الجن الذين تابعو إبليس على فعله وساروا على خطاه في الكفر بالله والوسوسة بالمعصية والدعوة إلى عصيان الله وتزيين هذه المعصية ، وكانوا حربا على المسلمين الموحدين .

أما حزب الشيطان من الإنس فهو الذين ناصروه على تحقيق مقصده في إغواء الناس وإضلالهم ، كما وصفه الله في سورة النساء :

(إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)

وأخبر عنه تعالى في سورة الإسراء بقوله :

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64 )

فغاية الشيطان ومقصده هي إغواء الناس وإضلالهم والسيطرة عليهم ( احتناكهم ) حتى يردوا معه جهنم .

فكل من أعان الشيطان على هذا المقصد وسعى في إضلال الناس وإغوائهم وإبعادهم عن طريق الله وطاعته فهو من حزب الشيطان وجنده المحضرين .

وليس لهم شكل واحد أو نوع واحد بل قد يكون هذا الجندي في زي عالم سوء يضل الناس ويكذب على الله ودينه وشرعه فيحرف الدين .

وقد يكون هذا الجندي في زي صاحب منصب وجاه يفتح أبواب المعصية ويسهلها ويغلق أبواب الطاعة والخير ويضيقها .

وقد يكون هذ الجندي في زي غني وتاجر ينشر بين الناس الفحشاء ويفتح أماكن المعصية ، والشرك بالله .

وقد يكون هذه الجندي في زي فاجر فاسق يعين الناس على الفحشاء ويحثهم عليها.

وغير تلك الصور ، والتي يجمعها أمر واحد وهو كون أصحابها في ينصرون ويعينو الشيطان على قضيته وغايته .

والآية التي ذكرناها في ابتداء الجواب والتي وصف الله أصحابها بأنهم حزب الشيطان نزلت في شان المنافقين ابتداء الذين هم في الظاهر مسلمين وفي الباطن مع الكفار ، فهؤلاء أولى الناس بوصف حزب الشيطان ، لأنهم يظهرون الانتساب إلى الإسلام في الظاهر ولكن هم في الواقع اعداء لهذا الدين يسعون لهدمه والصد عنه .

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة