من ما تتكون بنية النص الحجاحي؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 عندما نتحدث عن الحِجاج، فإننا تتحدث عن شيء فطري جُبل عليه الإنسان. نحن نعتمد على الحِجاج من خلال آليات لتقديم الرأي والدعم بالأدلة والحجج للوصول للإقناع والتأثير على السامع. فيهدف النص الحجاجي للإقناع والتأثير والاقتناع واستخدام أساليب التفسير والبرهنة من خلال استعمال مجموعة من الآليات والروابط الحجاجية، وباستخدام العديد من الأساليب منها: أسلوب التعريف، أسلوب السرد، أسلوب الوصف، أسلوب التمثيل، أسلوب الشرط، أسلوب الاستدراك، أسلوب المقارنة، أسلوب التقابل، أسلوب التضمن، أسلوب التضاد،  أسلوب الاستشهاد كعنصر أساسي، أسلوب التناقض، أسلوب الإثبات والنفي، أسلوب الفصل والوصل. لذلك يمكننا تلخيص أن النص الحجاجي يقوم على تقنيات متنوعة خاصة، وخصائص معينة، وأدلة وحجج مختلفة لدعم الرأي، مما يستميل المتلقي ويقنعه.

وللحجاج مقومات أو مؤشرات يقوم عليه:
- لغة النص الحجاجي لغة موضوعية تقريرية تعبر وتوضح الأفكار بصورة مباشرة دون تورية أو تحريف.
- الربط بين الفقرات: تربط الفقرات لتعطي التسلسل المناسب بحروف العطف خاصة حرف الواو، وحروف التوكيد، وعبارات معينة تفيد إثبات الحجج منها: مما لا شك فيه، لا أريد، مما.. وغيرها من عبارات.
- الربط بين الجمل: بحروف العطف المختلفة منها الواو، أو، الفاء. كما تستخدم الأسماء الموصولة مثل الذي، والتي،.... وغيرها.

وحتى تكون كاتبًا حِجاجيًّا مميّزًا عليك تبني خطوات كتابة النص الحجاجية الآتية:
1. التصميم المنهجي المحكم: ويتضمن خطوات كتابة القضية، خطوات كتابة نقض القضية، خطوات كتابة التركيب الجديد.
2. الأدلة والبراهين: خطوات جمع وتفنيد الأدلة الواقعية، الأدلة المنطقية، الأدلة التاريخية، الأدلة ذات الشواهد والاستشهادات.
3. وضع روابط لغوية متنوعة بين الجمل والفقرات: ومنها حروف العطف، أدوات التوكيد، أسماء الإشارة، الأسماء الموصولة وغيرها.
4. لغة النص الحِجاجي لغة تقريرية، ومباشرة، وواضحة.

وحتى تكتب نصًّا حِجاجيًّا عليك الانتباه إلى مكونات هيكله أو بنيته، من خلال تحليل النص الحجاجي للتدرب على التفكير النقدي، والنظر في الحجاج والتفكير به قبل الاستسلام لنتائجه. في التحليل نعتمد شكليًّا على مفهوم الهيكل الحجاجي أي المفهوم الأساسي المتضمن لأهم العناصر في عملية الحجاج، وهو ما يقابل القياس الحجاجي من منظور أرسطو والمتضمن: مقدمة كبرى، مقدمة صغرى، ونتيجة. تم استبدال المصطلحات السابقة في الهيكل الحجاجي من المقدمة الكبرى إلى "قانون العبور"، حيث تسمح المقدمة الكبرى بالانتقال للمقدمة الصغرى فالنتيجة. وتم إضافة عناصر ثانوية أخرى مثل" السند" وهو مرجع لقانون العبور، و"علامة القوة" وهي تزيد من قوة النتيجة أو تنقصها، و "الاستثناء" والذي يسمح بحذف وإقصاء الحالات المستثناة. ففي أول خطوة للتحليل الحِجاجي يجب إرجاع النص أو وحدات النص إلى التركيب الحِجاجي، أي تحويله إلى تركيب مكون من قاعدة وحجة واستنتاج ونتيجة.

مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في أغلب الأحيان لا يمكن تقطيع النص لوحدات تساوي الأشكال الحجاجية. فحتى تحيل حجة ما وتحولها إلى معلومات، عليك الرجوع لمراحل أو فقرات سابقة في النص للقيام بذلك. كما أن بعض النصوص أو الوحدات النصيّة تتضمن أكثر من خطة حجاجية واحدة. لذا وجب الانتباه والاحتراز في المرحلة الأولى في تحليل النص الحجاجي، والتأكد من استخراج قواعد الاستنتاج كافة، وخاصة القواعد الاستنتاجية الضمنية -وهي عادة تكون الأغلب في النص- للتمكن من بنية النص، وذلك بتقسيم المقدمات والاستنتاجات الضمنية لاستكشاف عناصر المغالطة والمحاججة، ونقاط الضعف في الحِجاج الذي يكون القارئ بصدده. ثم الابتعاد عن العناصر الضعيفة في الشكل الحجاجي، حتى لو كانت قاعدة الاستنتاج صحيحة. فقد يقع الخطأ والخلل ليس فقط في مضمون القاعدة، بل في تطبيقها على مجالات لا تناسبها، أو استنتاج أشياء لا يمكن استنتاجها خاصة عند الوصول لمرحلة الاستنتاج المبالغ به.

تتكون بنية النصوص الحجاجية من:
1. الدعوى نتيجة الحجاج: وهي مقولة هدفها استمالة الآخرين، وقد تكون صريحة أو متضمنة في النص.
2. المقدمات أو تقرير المعطيات: التي يصنعها المجادل عن أشخاص أو أحداث أو أحوال، ويجب على المقدمات أن ترتبط بالدعوى بطريقة منطقية حتى يتمكن المحاجج من الاستفادة منها.
3. التبرير: أي بيان المبدأ العام المبرهن على صلاحية الدعوى وفقًا لعلاقتها بالمقدمات.
4. الدعامة: وهو كل ما يتم تقديمه من شواهد وإحصاءات وقيم وأدلة وغيرها، وذلك لجعل  المقدمات والتبريرات أقوى مصداقية مستقبلًا.
5. مؤشر الحال: وهو كل ما يقدم من تعبيرات تظهر استعدادية وقابلية الدعاوى للتطبيق مثل: من الممكن، من المحتمل، على الأرجح وغيرها من تعبيرات.
6. التحفظات أو الاحتياطات: وهي الأساس الذي يتم من خلاله الحكم بعدم مقبولية الدعوى.

النص الحجاجي هو نص تقويمي. وتظهر قيمته من خلال ما يقوله ويفعله الناس، وما تبنيه المجادلات. والقيم هي التي تكوّن المادة التفاعلية، بحيث يقدر الناس من خلالها الحِجاج المستحق للموالاة. كما يمكن بناء النص الحجاجي من خلال العلة والمعارضة. يصنف الحجاج لنمطين هما: المحاورة الخطابية أو الخطاب، والمحاورة الجدلية أو المناظرة. فالمحاورة الخطابية هي خطاب حجاجي يدار لإقناع المخاطب في المجال المحتمل والمسائل الخلافية ذات الطابع القابل للنقاش.يمكن تقسيم الخطاب لأسس عامة هي:
- المقدمة: وتكمن أهميتها في جعل القارئ أو السامع منتبهًا متقبلًا لما يقال أو يكتب.
- السرد(الحكي): وفيه تقدم الوقائع إلى القارئ أو المستمع تقديمًا مركزًا واضحًا ومقبولًا سواء كان محكيًّا أو مكتوبًا.
- الحِجاج: تبرير يتميز بالموضوعية والانفعال تبعًا للتأثير الذي يرغب الخطيب في إحداثه على القارئ أو السامع.
- النهاية: والتي تضم ملخصًا موجزًا للبرهنة المقدمة للدعوى.

 أما المناظرة فهي آلية حجاجية، فكل خطاب استدلالي يقوم على المقابلة والتفاعلية الموجهة، وهي نوع من الجدال بين فريقين وصولًا للصواب والحقيقة. ولها شروط عامة:
- وجود دعوى أو إدعاء منظور بين أطراف.
- وجود شخصين متناظرين على الأقل أو فريقين.
- لا بد من مآل للدعوى إما بعجز أحد المتناظرين عن الرد، أو غلبة أطروحة طرف على آخر بناءً على قوة المناظرة الحجاجية.

يمكن ملاحظة وجود ثلاثة مفاهيم للمناظرة الحجاجية من خلال القواعد الشكلية لها:
- الادعاء ويسمى عرض الدعوى.
- المنع وهو الاعتراض على الدعوى.
- التدليل ومن أهم شروطه صدق العرض والمعترض فيما يدعيان.

آليات الحجاج:
* الأخبار: هو ما يصح أن يدخله الصدق أو الكذب وهو لفظ يدل على علم في نفس المخبر.
* التفسير: يحتاج الموضوع الذي يطرح إشكالية أو قضية كما هو الشأن في المناظرة أو الخطاب في إنجازه إلى أساليب للتفسير تساهم في توضيح الأبعاد والدلالات بحيث تجعل المتكلم قادرًا على الشرح والتوضيح للخصم أو من يناظره لغرض الإقناع. وأهم أساليبه الوصف، السرد، المقارنة، التعريف.
* الإقناع: وبواسطته تستخدم الحجج والبراهين للدلالة على صحة الموقف الذي يدافع عنه المتناظرون والخطيب، اعتمادًا على أدلة ملموسة من الشواهد أو أدلة تعتمد على مبادئ منطقية. للإقناع ضوابط بدونها لا يحصل التسليم بالرأي، حيث يلزم استخدام إحدى الوسيلتين: وسائل لغوية ووسائل منطقية دلالية.
-الوسائل اللغوية: تتكون من الأساليب والأنماط اللغوية المختلفة ومن أهمها التوكيد والشرط والنفي والتكرار اللفظي والمعنوي والسجع والتوازن الصوتي والطباق وما إلى ذلك.
-الوسائل المنطقية الدلالية: وأهم عناصرها القياس المنطقي، وهو الهيكل الأساسي والبنية في الحِجاج. وتكمن أهميته في الانتقال مما هو مسلم إلى ما هو مشكل. وكذلك من عناصرها الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأبيات الشعرية أو المقولات الفلسفية أو العلمية أو الحجج الواقعية.
المصدر: .
تأليفية لمحور المنزع العقلي