من القائل "إن الله بعث محمد هادياً ولم يبعثه جابياً" وما هي مناسبة قولها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الخليفة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- هو الذي قال هذه العبارة الخالدة: إن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق هاديًا ولم يبعثه جابيّا، وكان من أئمة الاجتهاد.

- وهذه الكلمات تدل على أن الإسلام لم يأتي لجمع المال وفرض الجزية ولم يأتي لتنشغل الناس بأمور الدنيا.

ومناسبة قول هذه الجملة والكلمات: بأنه بدأ أقوام من أصحاب البلاد المفتوحة يدخلون في الإسلام. وبقي بعض الجباه يفرضون عليهم الجزية وهي الضريبة المقدرة على كل رأس من غير المسلمين، وبين العشر الذي هو الزكاة المفروضة على المسلمين..

- فقام هؤلاء الناس بالكتابة إلى عمر، وطالبوا بإسقاط الجزية عمن أسلم. فراجعه أحد عماله وقال: إذن تقل الجباية،
أي الدخل. فأجاب عمر رحمه الله: إن الله بعث محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا.

- وهذه الكلمات التي أوجزها عمر بن عبد العزيز كانت قد حددت المهمة الأساسية الكبرى للرسول الهادي المبعوث بالرحمة للعالمين..

 بل إن الله تعالى قد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هاديا ورحمة للعالمين بعثه الله تعالى هاديا لا جابيا ولا زارعا كما حدث في تأبير النخل عندما مر النبي على قوم يلقحون النخل، فقال: (لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصًا) - تمرًا رديئًا - فمر بهم، فقال: (ما لنخلكم؟)، قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)

-
ورد عليهم إن كان ذلك ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله

- ومن هنا نرى بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتدخل حتى في شؤون الزراع بل قال لهم خذوا مني ما أحدثكم به عن الله تعالى. وبأن الله تعالى بعثة لهداية الناس لا للتدخل بشأنهم.
 ..
- وكانت الغاية من الفتوحات الإسلامية هي غايات نبيلة تدعوا لنشر الدين الإسلامي ولنشر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ورعاية مصالح الناس وكانت الهدف منها هو القضاء على الظلم والاستعباد والجهل ولم تكن هدفها ضم البلدان واستعمارها وجبي المال؟؟
- فلم تكن غايتها هي ضم البلدان إلى الوطن الإسلامي بهدف سلب أموال الأهالي، أو التسلط على ممتلكاتهم أو استغلال مواردهم الطبيعية وخيراتهم المعدنية أو الزراعية، أو إحراز الغنائم.

- وعمرَ بن عبد العزيز كان مثالُ الحاكم الزاهد الورع والعادل وبعض أهل العلم قالوا بأنه: هو خامس الخلفاء الراشدين،

- وقال عنه الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:
عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي: هو الإمام الحافظ العلامة المجتهد الزاهد العابد السيد، وهو أمير المؤمنين حقاً، فهو الخليفة الزاهد الراشد

- ويرى البعض بأن عمر بن عبد العزيز هو المجدد الأول في الإسلام، فقال عبد الملك الميموني كنت عند أحمد بن حنبل رحمه الله، وقد ذكر اسم الشافعي، فرأيت أحمد يرفعه، وقال: 

- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها،) رواه أبو داود في مسنده 
 
- فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى
- ويذكر المفسر الجليل ابن كثير:
قال جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن حنبل، فيما ذكره ابن الجوزي وغيره: 
إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى، وإن كان هو أولى مَن دخل في ذلك وأحق؛ لإمامته وعموم ولايته وقيامه واجتهاده في تنفيذ الحق، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب، وكان كثيراً ما تشبَّه به». 

والله أعلم