يوشع بن نون هو النبي الصالح الذي خرج ببني اسرائيل من التيه ، حيث لم يكن نبياً حينها ولكنه كان رجلاً صالحاً منهم .
كان قد بلغ العناد والجحود من بني إسرائيل مبلغًا عظيمًا، حتى شق منهم الصالحون الثياب، كما فعل يوشع بن نون -ولم يكن بعد نبيا- ولكن هذه كانت الحقيقة أن بني إسرائيل لم يكونوا مؤهلين بعد لهذا التمكين، فكان التيه.
حقيقة إن عقوبة التيه كان فيها رحمة من الله لبني إسرائيل، فلم يهلكهم الله كما فعل بالأمم السابقة، عندما تخلفوا عن أمر أنبيائهم، ويتجلى ذلك في النعم التي أنعم الله عليهم بها في هذا التيه، مثل الغمام، والمن، والسلوى، والحجر، إذًا فالله لا يريد أن يهلكهم بل يريد أن يربيهم.
كانت مدة التيه لتربية بني إسرائيل، على الامتثال لأمر الله عز وجل، لقد هام بنو إسرائيل على وجههم في الصحراء أربعين سنة، وانقطعت بهم السبل، لا ظل، لا طعام، لا شراب، وكان المصدر الوحيد لهذه الضروريات هو الله سبحانه وتعالى، بمعجزات ظاهرة، فإذا أرادوا أن يأكلوا جاءهم المن والسلوى من السماء، وإذا أرادوا أن يشربوا، فمعهم الحجر الذي ينفجر منه الماء، فأكلهم وشربهم معجزة من الله، ليترسخ عندهم عقيدة التوكل على الله، وأن الله على كل شيء قدير.
وفي ذلك درس للمربين، أن تعلقَ جيل التمكين بربه هو أول وأهم أسباب نصرته، وأن الله خلق الأسباب لنتعبد بها لا لنعبدها، وهو سبحانه قادر على نصرنا بدونها، ولكن إذا صح التوكل منا.
أما سيدنا موسى عليه السلام ، فكما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - التي يذكر فيها أن الله -تعالى- أرسل ملك الموت إلى موسى -عليه السلام-، ولمّا جاءه لطمه وفقأ عينه، فرجع ملك الموت إلى الله -تعالى-، وأخبره أنّ نبيّه لا يُريد الموت، فردّ الله -تعالى- إليه بصره وأخبره بأن يرجع إليه ويُخبره بأن يضع يده على ثور، وأنّ له بكل شعرة غطتها يده زيادة سنة في عمره، فقال له: ثُمّ ماذا؟، فقال: الموت، فدعا ربه أن يُقرّبه من الأرض المُقدسة رمية حجر، وذلك لما فيها من الشرف والفضيلة، ولم يسأله القُرب من بيت المقدس؛ مخافة افتتان الناس به، وجاء في الرواية الأُخرى لموته أنّ ملك الموت جاءه وقال له: أجب ربك؛ أي الموت، فلطمه موسى -عليه السلام- على عينه وفقأها له وذلك في حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (جاء ملَكُ الموتِ إلى موسى لِيقبِضَ رُوحَه فقال له : أجِبْ ربَّك فلطَم موسى عيْنَ ملَكِ الموتِ ففقَأ عيْنَه)
إقرأ المزيد على موضوع.كوم:
https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85