هو الصحابي البطل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -إبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته الطاهرة فاطمة بنت رسول الله ، وهو الذي كان أول فتىً يدخل الإسلام، وهو الذي فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وروحه عندما بات في فراشه ليلة الهجرة وهو يعلم أن قريش تريد رأسه النبي صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً!!
- وهو الذي تربى في بيت النبوة على الرجولة والشجاعة والإقدام والجهاد.
- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين.
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه كمنزلة الأخ وأكثر حيث قال له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي" وقال له أيضًا: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" أخرجهما مسلم.
- ومن مواقفه ما حصل في غزوة الخندق عدما اقتحم عمرو بن ود بفرسه، وكان فارسًا من فرسان العرب المشهورين، وطلب من المسلمين المبارزة وهو مقنع بالحديد، فقال أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها؟ أفلا تبرزون إلي رجلًا، فخرج إليه علي بن أبي طالب، فقال: ارجع يا ابن أخي ومن أعمامك من هو أسن منك، فإني أكره أن أهريق دمك، فقال له علي بن أبي طالب: ولكني والله لا أكره أن أهريق دمك، فغضب ونزل فسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبًا، واستقبله علي بدرقته وضربه عمرو في الدرقة فقدها، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه، وضربه علي على حبل عاتقه فسقط وثار العجاج، وسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التكبير فعرف أن عليًا قتله!!!
-وقد أنزل الله تعالى في بني النضير سورة كاملة تسمى (سورة الحشر)، حيث بيّنت السورة غدر يهود بني النضير برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أما سبب إجلائهم عن المدينة فكما هو معلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وقع معاهدة مع يهود المدينة فعندما ذهب إليهم ليساعدوه على دية قتيلين من المشركين قتلهما أحد المسلمين بالخطأ، فأظهروا له الموافقة وطلبوا إليه الانتظار والجلوس بجوار حائط وفي نيتهم إقاء صخرة عليه وقتله، فأوحى الله إليه وأخبره بمؤامرتهم، فنهض سريعاً وقرر إجلائهم عن المدينة، وأمهلهم عشرة أيام للخروج من المدينة المنورة، ولكن زعيم المنافقين عبد الله بن ابي بن سلول حرضهم على عدم الاستجابة فأطاعوه، فحصارهم النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا بتخريب بيوتهم واستسلموا لرسول الله ، فاذن لهم بالخروج من المدينة ولهم ما تحمل إبلهم إلا السلاح، فأنزل الله تعالى هذه السورة تبين هذه الأحداث.
- ومن أهم الدروس المستفادة من هذه الغزوة :
1- مكر وكيد وخداع ونقض العهد من قبل اليهود، وأن لا عهد لهم ولا ذمة، كلما عقد فريق منهم الصلح نبذه فريق آخر، وكلما أطفأ الله ناراً للحرب أوقودها!!! وأنهم أعداء الله تعالى ورسوله والإسلام والمسلمين، وأن يجب الحذر منهم في كل زمان ومكان.
2- ومن الدروس المستفادة من هذه الغزوة موقف المنافقين الفاضح من المسلمين ومن اليهود، لأنهم يخادعون الله تعالى ويخادعون رسوله والمؤمنين، كما أنهم وقت الجد يخادعون إخوانهم من اليهود الذين تحالفوا معهم على قتال المسلمين، والقرآن الكريم يصور لنا هذه الخيانات بقوله: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ سورة الحشر (11-12)
3- موقف النبي صلى الله عليه وسلم الثابت والصارم والحازم والفوري في محاربتهم وإجلائهم عن المدينة المنورة، لأنهم لا يعرفون إلا لغة القوة في التعامل معهم .