أول زوجة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها بعد وفاة زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها هي أم المؤمنين "سودة بنت زمعة " رضي الله عنها ، وكان زوجها اسمه السكران بن عمرو بن عبد شمس قيل أنه أسلم وهاجر معها إلى الحبشة ثم تنصر ومات فيها ، فعادت سودة وحدها إلى مكة ، وقيل أنه لم يتنصر بل عاد معها إلى مكة ثم مات فيها قبل الهجرة مسلماً وهذا أشهر عند أهل السيرة ، فعرضت خولة بنت حكيم على رسول الله تزوجها بعد وفاة خديجة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبعض العلماء يقول أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق قبل سودة ، وقولهم تزوجها قصدهم عقد عليها ولم يدخل بها ، لإنه باتفاق اهل السير ان عائشة قبل الهجرة كانت لم تبلغ تسع سنوات قبل الهجرة وكانت صغيرة لا تصلح للجماع ، فلم يدخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد الهجرة بالإجماع .
والواقع أن رسول الله عقد على سودة وعائشة في نفس الفترة تقريباً بعد وفاة خديجة رضي الله عنهن ، وكلتيهما بمشورة من خولة بنت حكيم زوجة عثمان بن مظعون ، ولكنه لم يدخل بعائشة اتفاقاً لصغرها ، ودخل بسودة لأنها كانت ثيباً تصلح لذلك ، وبناء عليه يمكن أن نعد سودة ثاني أزواج رسول الله فعلاً .
وبعد هجرة رسول الله إلى المدينة أمر زيد بن حارثة وأبو رافع فأحضرا أهل بيته من مكة إلى المدينة ومنهم سودة بنت زمعة .
وكان رسول الله قد هم بطلاقها لاحقاً فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها مقابل بقائها زوجة لرسول الله ، فرضي رسول الله وبقيت زوجته وأماً للمؤمنين .
كانت عائشة تحفظ حقها وتقول في حقها ، "ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن أكون في مِسْلَاخه من سَوْدة؛ إن بها إلا حدّة فيها كانت تسرع منها الفيئة" .
ومعنى قول عائشة يعني أنها تحب أن تكون في أخلاق سودة ومحلها في الدين والخلق ، باستثناء حدة وسرعة غضب عندها لكنها سرعان ما كانت ترجع عنها .
والله أعلم