من أوجد التجنيد الإجباري على المسلمين؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هو الحجاج بن يوسف الثقفي:  
وكان ذلك في خلافة عبد الملك بن مروان خليفة الدولة الأموية في ذلك الوقت  ، حيث استشار مع قائد الشرطة وكان اسمه «روح بن زنباع»، فقال له: «يا أمير المؤمنين، إن في شرطتي رجلًا إن وليته أمر الجيش أرحله برحيلك وأنـزله بنـزولك، يقال له: الحجاج بن يوسف الثقفي»، ففعل عبد الملك، وأمَّر الحجاج على الجيش، فهابه الجند وأصبحوا «يرحلون برحيل أمير المؤمنين وينـزلون بنـزوله»، عدا جند روح بن زنباع، فقد كانوا يتقاعسون عن ذلك حتى مر الحجاج بهم مرة، فوجدهم على طعام مجتمعين، فقال لهم: «ما منعكم أن ترحلوا برحيل أمير المؤمنين وقد رحل جيشه؟ » 
- فأجابوه قائلين: «انـزل يا ابن اللخناء وكُلْ معنا»، وهذا كلام حملهم على التفوه به الإدلال وعدم الكلفة مع الحجاج رفيقهم بالأمس. فلم يطق الحجاج تحمُّله .
- فقال لهم: «هيهات، ذهب ما هنالك»، وأمَر بهم، فشُدُّوا وجُلِدوا بالسياط، وطوَّقهم بالعسكر.
- وأمر بفسطاط روح بن زنباع، فأحرِق بالنار، فدخل روح بن زنباع على عبد الملك ابن مروان باكيًا، وقال له: «يا أمير المؤمنين، إن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان في عديد شرطتي، ضرب عبيدي، وأحرق فساطيطي، قال: «عليّ به»، فلما دخل عليه، قال له: «ما حملك على ما فعلت؟ »، فقال: «ما أنا فعلته يا أمير المؤمنين! »، قال: «ومن فعله؟»، قال: «أنت والله فعلته، إنما يدي يدك، وسوطي سوطك، وهؤلاء تقاعسوا عن رحيلك.....، وما على أمير المؤمنين إلا أن يعوض على روح بن زنباع العبد بعبدين والفسطاط بفسطاطين، ولا يكسرني فيما قدمني له»، ففعل الخليفة، ومنذ هذه الحادثة بدأ شأن الحجاج يعلو ونجمه يلمع، حتى عُيِّن على العراق واليًا وأميرًا، وكان من أمره ما كان!
 
 - كما يعتبر الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من أوجد التجنيد للجيش في الدولة الإسلامية، وكان ذلك عندما رأى أن الجند المجاهدين الذين يشتركون في المعرك والفتوحات الإسلامية قد انصرفوا إلى أعمالهم من أجل تأمين لقمة العيس لهم ولأسرهم فخشي أن يتقاعسوا عن القتال والجهاد فأمر بأن يصرف لهم راتب من الدولة وأن لا يعموا أي عمل سوى التدريب العسكري والجهوزية التامة لأي حرب أو فتح إسلامي.

- وكان السبب في التجنيد أن الجيش الإسلامي قد انقسم  إلى أجناد، عسكر بعضها في مصر، وبعضها في الشام، وبعضها في العراق في محال خاصة، وقد قسم كل جند إلى أقسام متعددة بحسب القبائل التي ينسب إليها.

-  فجند البصرة مثلًا كان ينقسم إلى خمسة أقسام تسمى الأخماس؛ لأن عسكره منتسبون إلى خمس قبائل، وهم: الأزد، وتميم، وبكر، وعبد القيس، وأهل العالية، وكان على كل خميس أمير، ولم يكن لهذه الأجناد من عمل سوى التجهز للحرب إذا دعا داعيها.

- فكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو أول من أنشأ وفعل نظام الجند - بحيث يكون لهم سجلات خاصة: كل جندي باسمه واسم القبيلة التي ينتمي إليها وبعض المعلومات الخاصة عنه بصورة منظمة واضحة وسهلة.

- أما في عصرنا اليوم فيقصد بالتجنيد الإلزامي أو ما يسمى بالتجنيد الإجباري: هو عبارة عن قانون في الدولة يقتضي بأن كا من وصل إلى سن الثامنة عشرة عليه أن يدخل الجيش لمدة معينة لا تتجاوز السنتين، يقوم خلالها بالتدريب على فنون القتال والتأهيل العسكري والبدني، وهي بمثابة دورة تدريبية له حتى إذا احتاجت الدولة له في زمن الحرب كان متدرباً جاهزاً .
- ومن خلال تجربتي الشخصية في التجنيد الإجباري الذي كان قبل ثلاثون عاماً وأكثر - كان حقيقة فرصة لي للتدريب الجسدي والبدني والرياضي والعسكري والتعرف على بعض الأسلحة وكيفية استخدامها، والقيام بالحراسة الليلية، وبالتدريب الميداني اليومي ، فكانت مرحلة مهمة في حياتي تعلمت من خلالها الكثير.
- والذي يرى شبابنا اليوم يتسكعون في الطرقات ويقلدون الغرب في لباسهم وقصات شعرهم ويسهرون قرابة الفجر يومياً، يدرك كم أهمية دخول هذه الفئة - وخاصة العاطلين منهم عن العمل والدراسة - التجنيد الإجباري.

- المصدر: موقع الألوكة الثقافية