تعرفت على هذه الشخصية حديثًا، حيث شكل مقتله تجريدًا من الإنسانية وانتزاعًا لحقوق الإنسان، حتى لو كان ذلك في عصر لم يكن للإنسان البسيط قيمة. هذا الشخص كان يدعى بالتازار جيراردس أو جيرارد. قام بقتل ويليام الأول، زعيم الاستقلال الهولندي من مقاطعة أورانج، الذي كان يلقّب بوليام الصامت. لم يكن ويليام خبيرًا استراتيجيًا عسكريًا. علاوة على ذلك، فشل بانتظام في دفع رواتب جنوده، ولم تكسب القوات القوية أي حروب. كانت حادثة القتل عام 1584، وقام بإطلاق الرصاص عليه مرتين. ليتم محاكمته وإدانته وقتله بأبشع الطرق.
ولد بالتازار لأسرة كاثوليكية رومانية، تتكون من 11 طفل. درس القانون، وكان من أشد المعجبين بملك إسبانيا وهولندا فيليب الأول. قام هذا الملك بعرض مكافأة عظيمة 25000 كرونة لمن يقتل وليام الصامت، الذي اعتبره عدو للمسيحية ولكل الجنس البشري. لذلك قرربالتازار القيام بقتله. كان ذلك في 10 يوليو 1584 في مبنى Prinsenhof. كان ويليام يربت على رأس شخص ما، فسدد له بالتازار رصاتين، ليسقط مباشرة أمام أخته التي حاولت مساعدته دون جدوى. ليهرب بالتازار عبر باب جانبي. كان ينوي القفز من أسوار المبني ليهرب على حصان، لكن لم يحالفه الحظ؛ إذ احتجزه خادم الأمير، وسلمه لمن قام بضربه بقبضات اليد وأعقاب السيوف. وعندما اتهم بالخيانة، أجاب آسريه: "أنا لست خائنًا؛ أنا خادم مخلص لسيدي". سألوا "أي سيد؟ قال: من سيدي ومربي ملك إسبانيا". ولم يظهر الندم، بل بقي سعيدًا بما اقترفت يداه.
أصدرت المحكمة بتعذيبه أولًا، ثم إعدامه. إذ أمر القاضي بحرق يده اليمنى مطلقة النار بمكواة حارقة. ثم تمزيق لحمه عن عظمه بكماشة ومن ستة اتجاهات مختلفة، ثم تقطّع أحشاءه وهو على قيد الحياة، بحيث يمزق قلبه عن قفصه الصدري، ثم ينزع رأسه. في ليلته الأولى المريرة، تم ربطه بعمود وجلده مرارًا بسوط به خطاطيف نحاسية حتى تقشّر جلده عن ظهره. ثم لطخوا جراحه بالعسل لتقوم الماعز بلعق الجراح بلسانها الخشنة، لكنها أبت من النزيف المتكرر. ثم أمعنوا في تعذيبه بتكوير جسمه من خلال ربط يداه ورجلاه ببعضهما. خلال ثلاثة أيام، تم التهكم عليه، وشتمه. ثم علّق بعمود مقيّد اليدين إلى الظهر. ليتم ربط 150 كجم من الثقل الحديدي بأصبعي قدمه الكبيرين مدة نصف ساعة. تم إلباسه حذاء جلدي ضيّق تم تزييته، ثم أوقدوا نارًا وجعلوه حولها، عندما زادت حرارة النار، تقلص الحذاء بشدة. ثم تم انتزاع الحذاء بقوة، ليُسلخ جلده شبه المشوي. ثم تم تسخين حديدة وسم لتوضع على إبطيه. ثم بللوا قميصه بالكحول، وسكبوا دهن الخنزير المقدد المحترق عليه، لتنصهر أظافره وتتداخل بين اللحم. ثم تم إعدامه لبتم تمزيقها بملاقط خاصة. في يوم إعدامه تم إطلاق النار عليه دون قتله، وسحب بنطاله لأسفل قدميه، وتسخين لوحين من الحديد لحرقه، ثم تسخين ملقط وتمزيق لحمه. ثم تقطيع جسمه قطعةً قطعة، واستعراض أعضائه المقطعة، للوصول لقلبه الذي تم تمديده على الطاولة وهو ينبض. ثم قطع رأسه، وقسم ما تبقى من جسده لأربع أقسام، ووزعت على أبواب المدينة.
في وقت لاحق، أرسل ملك إسبانيا وهولندا مكافأته لوالديه، مع إهدائهم عقارات ثلاث، ورفع مرتبتهم لمنزلة النبلاء.
المراجع: