متى يجب البدء بتعويد الأطفال على الصيام وكيف أتصرف إذا تعب طفلي بمنتصف النهار

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
تربية الأطفال
.
٠٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يوجد وقت محدد يمكن البدء فيه مع الطفل لتشجيعه وتدريبه على الصيام حيث أن الأطفال لديهم اختلافات وفروق فردية وعليه يمكن أن تبدئي بتعويد الطفل عندما يظهر الطفل الاستعداد للصيام خاصة في مراحل ما قبل عمر 10 سنوات، فغالبًا ما يكون الأطفال مقلدين لنماذج الأم والأب والإخوة الأكبر سنًا وخاصة في حال وجود أجواء روحانية في المنزل تعزز سلوك الصيام وتقدره، غالبًا ما يكون الأطفال بعد سن العشر سنوات مظهرين للإستعداد للصيام مع جود فروق فردية.

اعلمي أنه ليس هنالك قاعدة واجبه مع الطفل في ما يتعلق بالتصرفات واكتساب القيم، ففي النهاية أنت تتعاملين مع إنسان والطبيعية الإنسانية فيها الاختلافات الكثيرة لوجود اختلافات جينية وعوامل بيئية وفكرية واجتماعية، فكل هذه العوامل تؤثر على الاستعداد وتعويد الطفل على الصيام، هنالك أطفال يظهرون الاستعداد للصيام في مرحلة الروضة وآخرين في مرحلة المدرسة، شجعي هذا الاستعداد عند الظهور لدى الطفل واسمحي له بالصيام لفترات يقدر عليها، ومن ناحية أخرى يمكن العمل مع الطفل منذ الصغر كوسيلة تشجيعية إلى أن يظهر الاستعداد للصيام وذلك بتقديم مفهوم معين عن الصيام من خلال القصص أو أفلام الكرتون التي تتحدث عن الصيام، والتحضير والعمل من أجل شهر الصيام من خلال إشراك الطفل ببعض المظاهر التقليدية والثقافية الدالة على وجود الصيام.

من الأمور التي يمكن أن تقومي بها في أول فترات صيام الطفل أن تخبريه بأن الصيام يكون لمدة وجيزة وتقدر حسب قدرات الطفل ممكن أن تكون لساعة أو ساعتين أو لفترة الظهيرة، هنا أنت والطفل تحددين هذه الفترة ولا يمكن الجزم بها.

في حال شعر الطفل في الجوع والتعب اسمحي له بتناول الطعام وإكمال الصيام إياك وإجبار الطفل على الاستمرار في الامتناع عن الطعام، ووضحي له أن الصيام يشمل الامتناع عن الطعام والامتناع عن الأذية أيضا ففي حال تناول الطعام يمكن أن يكمل الصيام بطريقة امناعه عن أذية الآخرين سواء بالصراخ أو الضرب أو الشتم ووضحي للطفل بأنه كلما كبر كلما استطاع أن يجعل فترة الصيام اكبر وشجعي ما يصدر عن الطفل من سلوك صيام وقدري هذا السلوك خلال التفاعل الاجتماعي.

ومن الأمور التي يجب عليك اتباعها حتى تعودي الطفل على الصيام قبل إظهار الاستعداد وعند إظهار الاستعداد:

من عمر 3-5 سنوات: البدء بتمرير بعض المفاهيم المتعلقة بالصوم عن طريق القصص والأعمال اليدوية التي ترتبط بالصيام، ويمكن هنا أن تستغلي شهر رمضان مثلا بأن يقوم الطفل بتحضير مجموع من حبات التمر وتوزيعها على الجيران قبل فترة الإفطار. في حال أظهر الطفل الاستعداد للصيام في هذه الفترة أن تبدئي بوقت قصير جدا معه كان يمضي ساعة من الوقت دون طعام وعصبية، ومن ثم تقومي بإعداد أجواء إفطار بعد مرور ساعد بتحضير التمر والماء واستخدام وسائل التكنلوجيا لمحاكاة الاذان ليسمع الطفل الأذان ويأكل. مفهوم الصيام بالنسبة للطفل مفهوم مجرد على الرغم من وجود سلوك الامتناع عن الطعام, إلا أن الصيام كمفهوم اكبر من الامتناع عن الطعام ففيه تهذيب للنفس والقدرة على مجاهدة النفس للامتناع عن الأمور السلبية والطفل بحاجة للوقت ليظهر هذا الاستعداد للصيام بهذا المفهوم.

من عمر 5-7 سنوات وفي حال بدأ الطفل بإظهار الاستعداد يمكن أن تلجأي إلى ما نطلق عليه صيام (العصفورة) وهنا يصوم الطفل لفترة الظهيرة فقط، دون إجبار طبعًا، لا تخافي في حال لم يصم الطفل هذه الفترة الوجيزة طوال الشهر راعي ما لدى الطفل من قدرات واعلمي أنه كلما كبر كلما زادت قدرة على التحكم بنفسه وبجسده.

من عمر 8-10 سنوات يمكن أن تزيدي عدد ساعات صيام الطفل واعلمي هنا أن الطفل بدأ يكتسب مفهوم الصيام بشكله الواضح وأصبح قادر على إظهار الاستعداد، فأغلب الأطفال في مرحلة 10 سنوات يكونون قادرين على إظهار الاستعداد بشكل كبير وهنا يمكن تشجيع الطفل على زيادة عدد ساعات الصيام مع الانتباه لعدم إجبار الطفل على إكمال الصوم في حال شعوره بالتعب والإرهاق، فالشخص البالغ بعد مرور فترة من الزمن وخاصة في فترات الصيف ولأن ساعات الصيام طويلة يكون الجسد منهك ومتعب، فما بالك بالطفل الصغير ذو العشر سنوات.

يمكن خلال الأيام العادية وقبل شهر الصيام أن تمرري قيم الصيام للأطفال وتخصيص أيام متفرقة للصيام بشكل تطوعي من قبلك وقبل الأطفال بشكل جزئي وبشكل كلي حسب قدره الطفل لتعويد الطفل على فكره الصيام وهيئته ومفهومة، مع مرور الوقت ومع تطور الاستعداد لدى الطفل سيصبح أكثر قدرة على التحمل بعد بلوغه سن ال 10 سنوات.

بعد عمر 10 سنوات يجب البدء بتدريب الطفل على الصيام بشكل منتظم خلال شهر رمضان بحيث إذا وصل سن البلوغ يكون قادر ومكتسب مهارة التحمل والصبر والتعامل مع النفس والجسد.