مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" التي قالها المفكر والفيلسوف الإيطالي ميكافيللي، تعد بمثابة الدليل الذي يقوم حكام العالم بتطبيقه عمليا وبشكل علني.
عندما نتحدث عن هذه العبارة من منظور حكام الدول فإنها تعني ببساطة أن مصلحة الدولة واستقرار النظام الحاكم يبرر اللجوء لأي وسيلة كانت لتحقيق هذا الغرض. حتى لو أدى هذا للاعتداء على حرية الأفراد وممتلكاتهم.
ومن الأمثلة التي تطبقها الدول على شعوبها مثلا فرض التجنيد الإجباري بغرض كسب حرب ما، أو القيام بالتجسس على المواطنين بغرض حماية الأمن الكلي للدولة.
وعلى الرغم من أن هذه المقولة تعد غير مقبولة في كثير من الأحيان إلا أنك قد تتفاجأ عندما تعلم بأنه يمكن تطبيق المقولة حتى من المنظور الشرعي لها.
وكمثال على هذا الأمر عندما يحدث تعارض بين المصالح والمفاسد، فمثلا عندما لا يوجد سبيل لدرء مفسدة كبرى إلا بارتكاب مفسدة صغرى، أو عندما لا يكن بالإمكان تحقيق مصلحة كبرى إلا بتفويت مصلحة صغرى، فعندئذ يتم ارتكاب المفسدة الصغرى في سبيل منع المفسدة الكبرى وهكذا.
وأقرب دليل على هذا الأمر ما قام به الخضر عليه السلام في قصته التي وردت في سورة الكهف عندما قام بخرق السفينة، حيث قام بمفسدة صغرى بقصد درء مفسدة كبرى.