البعثة السرية لرسول الله عليه صلوات الله وسلامه بدأت من ساعة نزول قول الله تعالى:{يا أيها المدثّر* قُم فأنذر*وربك فكبِّر* وثيابك فطهِّر}
فبدأ النبي يدعو أهله والمقربين منه إلى الإسلام وإلى عبادة الله تعالى وحده ونبذ الأصنام فكان أول من أسلم زوجته المُحبّة المُخلصة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعلي بن أبي طالب إبن عمه الذي كان يسكن معه في بيته وزيد بن حارثة الذي كان مولاه ومن الرجال أبو بكر الصدِّيق صاحبه وصديقه الذي آمن به على الفور وصدَّقهُ في كل ما يكون يقوله وأخذ الصديّق رضي الله عنه يدعو من يثق به إلى الإسلام سرّا فأسلم على يديه العديد منهم عثمان بن عفان وعبد الحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وطلحة وكل هؤلاء من المبشِّرين العشرة بالجنّة.
ثم أخذ الناس يدخلون فرادى في دين الله وكانوا يجتمعون في دار الأرقم ويتلَّقون دينهم عن نبيهم سرّا حتى بلغ عددهم 53 فردا منهم عشرة من النساء ودامت الدعوة السرية ثلاث سنوات ثم جاء الأمر الإلهي بالجهر بالدعوة وبدأت مرحلة الدعوة الجهرية.