متى تم إجلاء اليهود وخروجهم من بني النضير؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
-كان إجلاء يهود بني النضير عن المدينة المنورة في ( ربيع الأول من السنة الرابعة من الهجرة النبوية) ، فكانت بعد معركة بدر بستة أشهر .
- أما سبب إجلائهم عن المدينة أمران هما :
1- كان بسبب نقض بني النضير عهودهم التي تلزمهم بعدم إيواء عدوًا للمسلمين، ولم يكتفوا بهذا النقض، بل أرشدوا الأعداء إلى مواطن الضعف في المدينة.
وقد حصل ذلك في غزوة السويق -  حيث نذر أبو سفيان بن حرب حين رجع إلى مكة بعد غزوة بدر، نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو المدينة، فلما خرج في مائتي راكب قاصدًا المدينة قام سيد بني النضير سلام بن مشكم بالوقوف معه وضيافته وأبطن له خبر الناس . 

2- كان بسبب تآمرهم على قتل النبي بإلقاء صخرة كبيرة على رأسه : فكما هو معلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وقع معاهدة مع يهود المدينة فعندما ذهب إليهم ليساعدوه على دية قتيلين من المشركين قتلهما أحد المسلمين بالخطأ، فأظهروا له الموافقة وطلبوا إليه الانتظار والجلوس بجوار حائط وفي نيتهم إقاء صخرة عليه وقتله، فأوحى الله إليه وأخبره بمؤامرتهم، فنهض سريعاً وقرر إجلائهم عن المدينة، وأمهلهم عشرة أيام للخروج من المدينة المنورة، ولكن زعيم المنافقين عبد الله بن ابي بن سلول حرضهم على عدم الاستجابة فأطاعوه، فحصارهم النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا بتخريب بيوتهم واستسلموا لرسول الله ، فاذن لهم بالخروج من المدينة ولهم ما تحمل إبلهم إلا السلاح، فأنزل الله تعالى هذه السورة تبين هذه الأحداث.

- فكما هو معلوم أنه عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وقام بتأسيس دولة الإسلام الأولى ، كتب وثيقة المدينة ( دستور الدولة ) التي تنظم علاقة المسلمين فيما بينهم وما بين غيرهم من اليهود ،وكان من بنودها الأساسية:

1-  الأمن والتعايش السلمي بين جميع مواطني دولة المدينة.

2- ضمان حرية الاعتقاد والتعبد لجميع سكان المدينة.

3-  المساواة التامة لمواطني دولة المدينة في المشاركة الفاعلة في مجالات الحياة المختلفة.

4- ترسيخ إقرار مبدأ المسؤولية الفردية وأصل هذه المسؤولية الإعلان عن النظام وأخذ الموافقة عليه.

وكان في المدينة طوائف اليهود الثلاثة ( بني قريظة ، وبني قينقاع ، وبني النضير ) وجميعهم نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نقض العهد من طبعهم وسجيتهم وديدنهم.

- أما نقض يهود بني قريظة للعهد: فكان بسبب طعن المسلمين في ظهورهم ومشاركة المشركين في غزوة الأحزاب ضد أهل المدينة المنورة.

- وأما نقض يهود بني قينقاع للعهد: بسبب تعريتهم  للمرأة المسلمة التي جاءت تشتري ذهباً من سوق ذهبهم .

- وأما يهود بني النضير: كان بسبب تآمرهم على قتل النبي بإلقاء صخرة كبيرة على رأسه:
 
- ومن أهم الدروس المستفادة من هذه الغزوة :
1- مكر وكيد وخداع ونقض العهد من قبل اليهود، وأن لا عهد لهم ولا ذمة، كلما عقد فريق منهم الصلح نبذه فريق آخر، وكلما أطفأ الله ناراً للحرب أوقودها!!! وأنهم أعداء الله تعالى ورسوله والإسلام والمسلمين، وأن يجب الحذر منهم في كل زمان ومكان.

2- ومن الدروس المستفادة من هذه الغزوة موقف المنافقين الفاضح من المسلمين ومن اليهود، لأنهم يخادعون الله تعالى ويخادعون رسوله والمؤمنين، كما أنهم وقت الجد يخادعون إخوانهم من اليهود الذين تحالفوا معهم على قتال المسلمين، والقرآن الكريم يصور لنا هذه الخيانات بقوله: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ سورة الحشر (11-12)

3- موقف النبي صلى الله عليه وسلم الثابت والصارم والحازم والفوري في محاربتهم وإجلائهم عن المدينة المنورة، لأنهم لا يعرفون إلا لغة القوة في التعامل معهم . 

-وقد أنزل الله تعالى سورة هي سورة الحشر تبيّن تفاصيل جلاء يهود بني النضير عن المدينة، فيمكن الرجوع إلى أحد التفاسير مثل تفسير الطبري وابن كثير وتفسير نظم الدرر للبقاع