يعد موضوع الحب موضوعاً جدلياً قديماً وسيبقى كذلك وتبعاً لهذا فإنه لا توجد صورة نمطية واحدة تعبر عن الحب, أيضاً تختلف المعايير من شخص لآخر بناء على عدة عوامل مجتمعة تبني مفهوم الحب عند الشخص. واختلفت آراء الفلاسفة في نظرية الوقوع في الحب, ولكن لا يمكننا أخذ كلامهم أنه مقدس منزه, فمنهم الكثير الذين لم يعرفوا الحب قط بسبب انحرافهم عن الطبيعة البشرية فشوهوا هذا الحب العريق بناء على تجربتهم الفاشلة الشاذة, وأذكر لك بعضاً من آراء الفلاسفة مع توضيح بسيط لكل منهم رغم أن الموضوع لا يحتمل هذا الاختزال:
"لا يعدوا حبنا لمن نحب كونه وسيلة لاقتراب اكثر قليلاً من الجمال الكامل في عالم المُثُل."أفلاطون
يؤمن افلاطون بفكرة عالم المثل, أي ذلك العالم الذي كانت فيها أرواحنا تحوم في حياة خاصة كاملة, ثم نزلت هذه الارواح الى اجسادنا المادية ونسيت ما كانت عليه من كمال, وفي الحب نبحث عن النصف الآخر القريب من الكمال.
"وُلد الحب من حاجة كل شخص لنصفه الآخر بعد أن قسم زيوس أجساد البشر الأوائل لنصفين." أريستوفان
تتضح نظرية أريستوفان في الحب من عبارته هذه, فبعد هذا الشرخ الذي أحدثه زيوس في اجساد البشر بقي الجرح قائماً في أجسادنا المادية الحالية, وتهيم هذه الأجساد المجروحة على وجهها باحثة عن نصفها الآخر كي تلتحم, ويشد بعضهم بعضاً نحو الانسجام الكامل , يقول الفيلسوف أريستوفان:" اشتاق كل واحد منهم لنصفه الاخر, فكانوا يطوقون بعضهم البعض, ينسجون ذواتهم معاً, يرغبون في النمو معاً."
" لا يمكننا أن نعرف أبداً الآخر حيث تبقى هويتنا محبوسة للأبد خلف سجن الجسد وهو وحده ما يظهر للعالم." جاك لاكان
يرى لاكان أن ذواتنا مسجونة خلف هذه الأجساد المادية, فالذي يظهر للآخر هو جزء لا يتجزأ مما نكنه داخلنا, ففي بداية اشتعال فتيل الحب يصوَّر لكل منهما الكمال في محبوبه, ثم لا يلبث أن يبدأ باكتشاف عيوبه المخفية, فإن أحب العاشق معشوقه رغم العيوب فيمكن أن يستمر هذا الحب وإلا فلا.
" لا تتزوج بمن تشعر أنك تحبه, تزوج من تستطيع تخيل نفسك تقضي معه ساعات طويلة كل يوم طوال حياتك في الحديث إليه." فريديرك نيتشه
فالزواج لا يمكن بناءه على الحب فقط, لأن ثمة لحظات ستخلو من حكم الحب ولكنها يجب ألا تخلو من رابطة الصداقة عند المصاعب مثلاً والأيام السيئة فسيضمن ذلك مرور هذه المواقف بسلام, ثم تتجدد المشاعر ويعبر كل منهما للآخر عما يكنه من حب للآخر.