رتب مهامك وأولوياتك حسب قدرتك الذهنية والجسدية، ففي شهر رمضان ينقسم اليوم إلى جزئين، جزء النهار والذي فيه الجوع والعطش يرافقهما الإعياء، وجزء الليل والذي فيه الشبع والراحة وربما التخمة، ولكن قد يكون فيه النشاط أيضاً.
وطبعاً تختلف أجسادنا وقدراتنا. الكثير من الأشخاص يشعرون بالصحة والقوة وهم جِياع، وحين يأكلون يشعرون بالنعاس، فإن كنت من هؤلاء الأشخاص، فعليك باستغلال نهار رمضان في إنجاز جميع ما تريد والقيام بكل المهام التي تحتاج إلى مجهود. العمل، الدراسة، أي مشاريع أنت ملزم بها.
وإن كنت من الأشخاص الذين لا يقدرون على التركيز من دون طعام فعليك بتأجيل جميع هذه الأعمال إلى ما بعد الإفطار، إلا طبعاً لو كان عملاً وظيفياً لا يمكنك التواني عنه. ولكن الدراسة مثلاً أو القراءة يمكن تأجيلها. وأثناء نهار رمضان يمكنك القيام بأي أنشطة تساعدك على الاسترخاء وتحمل الجوع، كالنوم مثلاً أو الصلاة إن كنت من المُصلّين. عن نفسي فأنا أقوم بأعمالي أثناء النهار، وأترك الليل للإسترخاء والأنشطة التي لا تحتاج إلى طاقة.
أما عن الرياضة، فيُفضّل ممارستها قبل الإفطار مباشرةً، في أوقات الصيام المتأخرة بسبب انخفاض الحر فيها. ويُفضل أن تسبق الرياضة وقت الإفطار مباشرة لأن طعام الإفطار يبني العضل. أي كأنك رميت عصفورين بحجر واحد. إن لم تستطع على ممارستها في النهار فعليك بممارستها بعد الإفطار بساعتين، حيث تحتاج عملية الهضم ساعتان كاملتان. ولا يُنصح أبداً بلعب الرياضة بعد معدة ممتلئة، سواءً في رمضان أو غيره.
عن نفسي فأنا أمارس اليوغا بصورة مستمرة، وعلى عكس ما يعتقد البعض فاليوغا مليئة بحركات شد العضلات وتؤدي إلى التعرق، فالاعتقاد الشائع عن اليوغا أنها جلوس وتأمل فقط. ما أريد قوله أن اليوغا أنواعها وأشكالها كثيرة، فكل يوم هناك تمرين معين، هناك تمارين ترهق الجسد وتحركه بشدة وتمارين أخرى ترخيه. أما عن التمارين الصعبة فأفضل ممارستها قبل الإفطار حتى أستفيد منها بأكبر قدر ممكن. والتمارين اللينة والهادئة أمارسها قبل النوم لكي أستفيد منها أيضاً.
استغلال الوقت بالنسبة لي يعتمد على الإرادة، إن كانت لديك الكثير من المشاغل التي لا بد أن تقضيها فعليك أن تخلق الوقت من أجلها. فأيام الصيف طويلة وخصوصاً إن تخلّلها الجوع والعطش، وفيها من الوقت الكثير لتستغله بحسب معرفتك ومقتضياتك وبالطبع عزيمتك.