زواج المسيار : هو في أصله زواج مكتمل الأركان والشروط من حيث وجود الإيجاب والقبول ورضا الولي وموافقته مع وجود الشهود والإشهار والإعلان ، لكن المرأة تتنازل فيه عن بعض حقوقها كالنفقة والسكنى والمبيت.
وهذه الزواج كان في أوله سببه سفر بعض الناس وتجارتهم وإقامتهم في بعض البلاد فترات أثناء عملهم فاحتاجوا إلى وجود زوجات فيها لحصول الإعفاف ، مع رغبتهم في المقابل بعدم تحمل كامل الواجبات المترتبة على الزواج فلجؤوا إلى مثل هذه الشروط.
ثم صار له أغراض وأسباب أخرى ككثرة المطلقات والعوانس وارتفاع تكاليف الزواج .
وقد صدرت أكثرت الفتاوى بإباحته ابتداءً ثم عاد بعض المبيحين إلى التوقف فيه لما ظهرت آثار سليبة في التطبيق في بعض الصور .
أما إبجابيات هذا الزواج والمصالح قد تترتب عليه فأمور منها :
1. حصول العفة للزوجين بطريق شرعي بعيد عن الحرام ، خاصة لمن يضطر إلى السفر والبعد عن أهله فترات .
2. وجود المراة تحت زوج وهذا يعينها بطريقة أو أخرى في الحياة .
3. حل لبعض مشاكل العنوسة والطلاق .
أما السلبيات :
1. تحول هذا الزواج إلى مجرد رغبة في قضاء الشهوة فترة من الزمن ثم ترك الزوجة لعدم شعور الرجل بالمسؤولية الحقيقية، وفي هذا إخلال بمؤسسة الحياة الزوجية.التي أراد الشارع إقامتها على السكينة والمودة والرحمة.
2. عدم وجود الأسرة المثالية التي تعد المحضن المناسب لتربية الأطفال .
3. عدم وجود القوامة الحقيقية للرجل فهو ليس بمنفق ولا صاحب مسكن بل المراة من قد تتحمل ذلك وهذا قد يجعلها لا تنظر إليه بالاحترام نفسه وبالتالي تكثير فيه المشاكل الأسرية.
فبدلأً من أن يكون حلاً لمشكلة يصبح هو بحد ذاته مشكلة.
لذلك كان الأسلم عدم الفتوى به فتوى عامة ، وإنما فتوى خاصة بحسب الظرف والزمان والمكان.
والله أعلم
254 مشاهدة
