ما هي مسقطات حد القذف وكيف يتوب القاذف

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
القذف: هو اتهام ورمي شخص بالفاحشة وهو بريء منها - وهو عام في الرجال والنساء ولكنه يكون عادة في النساء أكثر - وهو من السبع الموبقات والكبائر.

- وحد القذف هو : ثمانين جلدة بنص القرآن الكريم وعدم قبول شهادة القاذف أبداً: قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) {سورة النور: 4}.

- ولكن قد تسقط عقوبة القذف بالأحوال التالية:
1- بالعفو: بأن يعفو المقذوف عن القاذف، ولكن العلماء اختلفوا هل العفو يسقط الحد قبل الرفع إلى القاضي أم بعد الرفع، فقال بعضهم يسقط سواء قبل أو بعد رفع القضية إلى القاضي.
- فقال المالكية: لا يجوز العفو بعد الرفع إلى القاضي.
- بينما الحنفية: فقالوا لا يجوز العفو مطلقاً سواء تم الرفع أم لا لأن هذا حد من حدود الله تعالى فلا يجوز فيه العفو. والرأي الراجح هو أن العفو يسقط قبل الرفع إلى الإمام أو القاضي، بدليل حديث صفوان بن أُمية في قصة الذي سُرِق رداؤه ثم أراد ألا يقطع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به؟)؛ (رواه أبو داود والنسائي)،

2- باللعان:  وهذا يكون في حالة  رمي الرجل زوجته بالزنا، أو أنه ينفي حملها أو ولدها منه، ولم يكن لديه بيَّنة على ما رماها به، فإن الحدَّ يسقط عنه إذا لاعنها.

3- بالدليل والبيّنة:
فإذا ثبت زنا المقذوف بشهادةٍ أو إقرار؛ فإنه يُحَدُّ المقذوف، ويسقط الحد عن القاذف؛ لقوله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً... ﴾ [النور: 4].

4- بزوال الإحصان عن المقذوف: فقال جمهور العلماء " أنه لو قذف مُحصَنًا ثم زال أحد أوصاف الإحصان عنه، كأن زَنَى المقذوف، أو ارتد أو جُنَّ، سقط الحدُّ عن القاذف؛ لأن الإحصان يشترط في ثبوت الحد، وكذلك استمراره".
- وخالف هذا الحنابلة فقالوا: "إذا ثبت القذف فإنه لا يسقط بزوال شرط من شروط الإحصان بعد ذلك، ولا يسقط الحدُّ عن القاذف بذلك".

5- كما يسقط حد القذف برجوع الشهود على القذف عن الشهادة:
فإذا ثبت حدُّ القذف بشهادة الشهود، ثم تراجعوا عن شهادتهم قبل إقامة الحد، سقط الحد باتفاق الفقهاء، وكذلك إذا رجع بعضهم ولم يبق منهم ما يثبت الحدُّ بشهادته منهم؛ "لأن رجوعهم شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات"

- أما بخصوص بكيفية توبة القاذف فيتوب في حالتين: 
- الحالة الأولى: (تكذيب نفسه) فعليه أن يكذِّب نفسه فيما قاله: وهذا مذهب الشافعي وأحمد؛ لأن ذلك ضد الذنب؛ ليرتفع عن المكذوب العار الذي ألحقه به.
 
- والحالة الثانية: الندم والإصلاح، وإن لم يكذب نفسه، وهذا مذهب مالك.
 
-والصحيح هو القول الأول، ولا يقال: كيف يكذب نفسه، وقد يكون رأى فعل الزنا حقيقة، ولكنه لم يستطع أن يأتي بأربعة شهداء؟

-ورأي الإمام إبن القيم رحمه الله يؤيد الرأي الأول فيقول: "أن الكذب يراد به أمران: إما الخبر غير المطابق لم خبره، وأما الخبر الذي لا يجوز الإخبار به، وإن كان في حقيقة الأمر مطابقًا باعترافه بتكذيب الله له؛ حيث لم يأتِ بأربعة شهداء، والله أعلم".

- وهذا لا يغنيه عن التوبة الصداقة بشروطها وهي:
1- النية الصادقة في التوبة.
2- ترك الذنب والإقلاع عنه فوراً.
3- الندم على فعل الذنب وما بدر منه.
4- العزم الأكيد على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى مستقبلاً.
5- رد المظالم إلى أهلها وطلب العفو والسماح منهم.
6- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وطلوع الشمس من مغربها.
7- العمل الصالح الذي يدل ويثبت صدق التوبة.