يقال أتقن الشيء أي أحسن صنعه وترتيبه ، والإتقان صفة الرحمن سبحانه ،قال تعالى : ﴿ ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾
وفي آية أخرى :
﴿ الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ماشاء ركبك ﴾
أي سويا خاليا من النقص.
وقوله تعالى : ﴿ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم * الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ﴾
وفي الأثر تخلقوا بأخلاق الله سبحانه ،
وفي الحديث الشريف فقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) أخرجه الطبراني في الأوسط .
وهو حديث مرسل فيه ضعف ولكن يؤخذ به في فضائل الأعمال ،
والمراد هنا أن نسعى للأفضل في كل أمورنا سواء الدنيوية أم الأخروية ، فإن الجزاء على قدر البذل ،
وإن كل مناحي الحياة يجملها الإتقان ويسيء لها الإهمال ،
فالإتقان بالصنعة يطيل عمر المصنوعات ويوفر كلفة الصيانة ،والإتقان بالزرع يوفر
المأكل النظيف الطيب ،
والإتقان بالمعاملات يوفر الوقت والمال ،
والإتقان بالعبادات في رضى رب السماوات
وحقيقة أن الإتقان فيه كل خير للإنسان ومردوده عاجل وآجل ...