ما هي كفارة السب في لحظات الغضب والخصام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
ليس عليه كفارة. يتوضأ ويصلي ركعتين.
ويشرع  بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى بعد أن  يصلي ركعتين لله تعالى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكفير كل لحاء ركعتان) رواه الطبراني في الكبير وصححه وحسنه  الألباني في صحيح الجامع
والمقصود باللحاء في الحديث المذكور هو الخصام والشتام والمنازعة والجدال بين الأشخاص 
،والحديث النبوي يخبرنا بأن   صلاة ركعتين تكفير عن المسلم ما حصل من  نزاع وخصومة مع أخيه، فيقبل هذا الشخص بصدق وتوبة وندم على ما بدر منه  بصلاته على الله تعالى لأن ما حصل بينه وبين أخيه المسلم ما كان إلا  نزغ من الشيطان الرجيم  بينه. 

 لكن ينبغي للمسلم أن يتصف بالحلم والصبر، وأن يبتعد عن الغضب والمشاجرة مع الناس بل يحلم عمن جهل عليه ولا يرد على السِّباب بمثله

 فقد ورد في صحيح  البخاري  عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رجلاً قال للنبي صلى الله ‏عليه وسلم أوصني. قال: لا تغضب، فردد مراراً، فقال: لا تغضب)
" وفي رواية  أخرى عن أحمد وابن ‏حبان: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر ‏كله ")
وقال في ذلك ابن التين: " جمع صلى الله عليه وسلم في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة، ‏لأن الغضب يؤول إلى التقاطع، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوبَ عليه فنيتقص ذلك من ‏دينه".
ويجب على المسلم أن يتجنب ويتوخى الأسباب التي تدعوا إلى السباب والخصام فيجب أن يسكت قبل أن يرد بالسباب والخصام  وأن يتوضأ لكي تهدأ نفسه لان الغضب من الشيطان  فقد قال صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من ‏الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)‏رواه الإمام أحمد وأبو داود

ويجب أن يستعيذ بالله  من الشيطان الرجيم، فقد استبَّ رجلان عند النبي ‏صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه فقال صلى الله عليه ‏وسلم:
(إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ‏متفق عليه
وهناك بعض الوسائل التي تبعد الإنسان عن الغضب والسب والشتم منها
إن كان الشخص قائما عليه بالجلوس وإن كان جالسا عليه بالاتكاء او الإضطجعاء لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا غضبت فإن كنت قائماً فاقعد، وإن كنت قاعداً فاتكئ، وإن كنت متكئاً ‏فاضطجع) أخرجه ابن أبي الدنيا، وإسناده صحيح.‏

فيجب على الشخص المسلم  أن  يجاهد ويدافع  نفسه،عن الغضب  وأن يتحلى بصفة الحلم. فقد قال صلى الله عليه ‏وسلم (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه ‏البخاري.‏
-وننوه إلى أن السباب نوعين
أولا: السباب والشتم  الذي ذكرناه بأن يتخاصم شخصان ويسبوا بعضهم
ثانيا: سب الدين الإسلامي فإنه يعتبر كفرا وهو محرم . فإن سب الدين أو استهزء  به فقد كفر بالله عز وجل وبدينه، وقد حكى الله عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام  أنهم كانوا يقولون: إنما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله، وأنهم كفروا  فقال الله تعالى في ذلك (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}،  سورة التوبة 65
-فالاستهزاء بدين الله، أو سب دين الله، أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة.

-ولكن من رحمة الله تعالى  فإن هناك مجالاً للتوبة  والإستغفار لقول الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}، سورة الزمر 53
-فإذا تاب الإنسان توبة نصوحاً  فإن الله يقبل توبته. ويجب أن يخلص في توبته وأن تكون توبته صادقة لله تعالى
-أن يندم على ما فعل من ذلك ويحزن على ما فعل، بأن يراه أمراً كبيراً ويجب عليه أن يتخلص منه. 
-أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه.
-العزم على أن لا يعود مرة ثانية على هذا التصرف 
- أن تكون التوبة في وقت القبول، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل، وفوات وقت القبول عام وخاص