ما هي قصة مبايعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق وهل صحيح أنه تأخر عن البيعة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم قد تأخر علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليس اعتراضا عليه، أو طعنا في أهليته! بل كان مقرا بفضله وأنه الأفضل بالخلافة.

- ولكن كان سبب التأخر: لأنه كان يرى أنه ينبغي أن يستشاروا في هذا الأمر، ولا يتقدم به دون رأيهم.

- والدليل على ذلك حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ في قصة بيعة علي، وفيها: فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي، فقال: إنا قد عرفنا فضلك، وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا، حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر، قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال، فلم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته، فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة، فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر، فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر وتشهد علي، فعظم حق أبي بكر، وحدث: أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا، فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون، وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريبا، حين راجع الأمر المعروف. أخرجه بخاري وسلم.

- ولا يعني التأخر عن حضور البيعة هو عدم القبول بها أو عدم طاعة من يتولى الخلافة - إذ لا ينبغي لجميع الناس حضور البيعة - خاصة إذا كان عندهم ما يشغلهم - ولكن يكفي منهم التزام الطاعة والانقياد وعدم المخالفة والخروج عليه - وهذا ما حصل من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.

- ولعل عدم انتظار أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى يحضر علي بن أبي طالب هو خطورة الموقف وخشية حدوث الاختلاف بين الصحابة.

- والراجح والثابت أن عليا رضي الله عنه قد بايع أبو بكر الصديق رضي الله عنه في بداية الأمر، وهذا ما صح عن إبن حبان وغيره من حديث أبي سعيد الخدري وغيره أن عليا بايع ابا بكر في أول الأمر.

- فعن أبى سعيد الخدري - رضى الله عنه - قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا، فنرى أن يلى هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم، والآخرمنا، قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم. -فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبى بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا. -فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر فى وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه.

- ثم لم ير الزبير بن العوام فسأله عنه حتى جاؤوا به. فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعاه.قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).


- المصادر :
1- موقع اسلام ويب
2- https://www.youm7.com/story