دعاء المشلول وهو دعاء مشهور عند الشيعة وله اسم آخر يعرف به وهو دُعاء الشّاب المأخوذ بذَنْبه الذي رواه السيد طاووس مستندا إلى الحسين بن علي كما رواه الكفعمي الذي يعد من علماء الشيعة كما ورد في كتاب مهج الدّعوات،
ويسندون الشيعة بأن الإمام علي قد علّمه لشاب سمعه يتضرع عند الكعبة وقد كان متألما ومحزونا ومشلولاً؛ وذلك لدعاء أبيه عليه. نتيجة ما عمله من العقوق والظّلم والإثم والأسى في حقّ والده، كان
وقصة دعاء المشلول تتلخص بما يلي:
روي عن جماعة من الشيعة كانوا برفقة علي بن أبي طالب في الطواف في ليلة مظلمة خافتة النور، وقد بات الطواف خاليا من الازدحام ومن الناس كما أن جميع الزوار قد ناموا وعم الهدوء إذا سُمع شخصا مستغيثا مستجيرا بصوت خافت وحزين يأن من قلب موجع وهو يقول:
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم كاشف الضر والبلوى مع السقم
نام وفدك حول البيت وانتبهوا يدعو وعينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي يا من أشار إليه الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالنعم
فأحس الحسين بن علي وقال للشخص الذي كان برفقته أسمعت المنادي ذنبه المستغيث ربه فقلت نعم قد سمعته فقال:
اذهب وتحسس منه فذهب يتخلل بين النيام فلما صار بين الركن والمقام بدا له شخص منتصب فتأملته جيدا،
فإذا هو قائم فقلت السلام عليك أيها العبد المقر المستغفر المستجير
أجب بالله ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسرع هذا الشخص المحزون في سجوده وقعوده وسلم فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن تقدمني فتقدمته.
فأتيت به أمير المؤمنين فقلت له ها هو فنظر إليه فإذا هو شاب جميل الوجه نظيف الثياب فقال له ممن الرجل فقال له من بعض العرب فقال له ما حالك ومم بكاؤك واستغاثتك؟
فقال وقام يشكو حاله من عقوقه بوالديه فهو في ضيق تملك قلبه وأصابه الاكتئاب فارتاب فدعاؤه لا يستجاب فقال له علي ولم ذلك فقال لأني كنت ملتهي في العرب باللعب والطرب أديم العصيان في رجب وشعبان وما أراقب الرحمن.
ويكمل حديثه بأن له والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الحدثان ويخوفني العقاب بالنيران ويقول كم ضج منك النهار والظلام والليالي والأيام والشهور والأعوام والملائكة الكرام وكان إذا ذكرني بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته فعمدت يوما إلى شيء من الورق وكانت في الخباء فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه فما نعني عن أخذها فأوجعته ضربا ولويت يده وأخذتها ومضيت فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع والألم.
فنادى وهو يقول:
جرت رحم بيني وبين منازل سواء كما يستنزل القطر طالبه
وربيت حتى صار جلدا شمردلا إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه
وقد كنت أوتيه من الزاد في الصبا إذا جاع منه صفوة وأطايبه
فلما استوى في عنفوان شبابه وأصبح كالرمخ الرديني خاطبه
تهضمني مالي كذا ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه
ثم حلف بالله ليزور بيت الله الحرام فيستعدي الله علي قال فصام أسابيع وصلى ركعات ودعا وخرج متوجها على عيرانه يقطع بالسير عرض الفلاة ويطوي الأودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الأكبر فنزل عن راحلته وأقبل إلى بيت الله الحرام فسعى وطاف به وتعلق بأستاره وابتهل بدعائه
وبدأ يلج بالدعاء وهو يقول:
يا من إليه أتى الحجاج بالجهد فوق المهاري من أقصى غاية البعد
إني أتيتك يا من لا يخيب من يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتاع من عققي فخذ بحقي يا جبار من ولدي
حتى تشل بعون منك جانبه يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال فو الذي رفع السماء وأنبع الماء ما استتم دعاؤه حتى نزل بي ما ترى ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شل فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعوني في الموضع الذي دعا به علي فلم يجبني حتى إذا كان العام أنعم على فخرجت على ناقة عشراء أجد السير حثيثا رجاء العافية حتى إذا كنا على الأراك وحطمه وادي السماك نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها فألقته إلى قرار الوادي وأرفض بين الحجرين فقبرته هناك وأعظم من ذلك أني لا أعرف إلا المأخوذ بدعوة أبيه.
فقال له أمير المؤمنين: أتاك الغوث ألا أعلمك دعاء علمناه رسول الله صلى الله عليه وسليم وفيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذي يجيب به من دعاه ويعطي به من سأله ويفرج الهم ويكشف به الكرب ويذهب به الغم ويبرئ به السقم ويجبر به الكسير ويغني به الفقير ويقضي به الدين ويرد به العين ويغفر به الذنوب ويستر به العيوب ويؤمن به كل خائف من شيطان مريد وجبار عنيد.
ولو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه أو على ميت لأحياه الله بعد موته ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب فاتق الله أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك وليعلم الله منك صدق النية إنك لا تدعو به في معصيته ولا تفيده إلا الثقة في دينك فإن أخلصت النية استجاب الله لك ورأيت نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم في منامك يبشرك بالجنة والإجابة.
خلاصة الجواب: بأن هذه القصة مزعومة من الفقه الشيعي ولا يوجد لها أي أثر ولم تثبت منها أي صحة