ما هي قصة تسلم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمفاتيح القدس

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
قصة تسلم عمر ري الله عنه لمفاتيح القدس باختصار كما يلي : 
ب
عد وفاة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والذي في عهده أرجع الجزيرة العربية للإسلام وجمعها تحت دولة المسلمين بعد أن انتصر في حروب الردة ، بدأت الفتوحات الخارجية في الشام والعراق ، ومات رضي الله عنه مع بداية تلك الفتوحات .

فاستلم الخلافة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي أكمل مسيرة الفتوحات بعده ، فلما توغل المسلمون في الشام وبدأوا بإسقاط مدن الرومان مدينة تلو  المدينة حاول هرقل ملك الروم القيام بحملة كبيرة لاستعادة ما فقده ، فجمع جيوشه من كل حدب وصوب لمعركة فاصلة يخوضها مع المسلمين ، ووقعت المعركة على ضفاف نهر اليرموك عام 13 للهجرة - وقيل 15 هـ  ،  حيث دارت رحى حرب ضروس انتهت بنصر الله لعباده المؤمنين وإذلاله جيوش الكافرين الصليبين فانكسرت شوكة الصليبين في بلاد الشام ، وفتحوا دمشق وحمص والأردن ،  واتجه بعدها أبو عبيدة رضي الله عنه قائد جيوش المسلمين في الشام بعدها إلى القدس حيث حاصرها وطلب من أهلها الاستسلام ،  فرفضوا وقاوموا وظنوا أنهم تاتيهم مساعدة من هرقل أو البيزنطيين ، فلم يحصل مرادهم ولما طال عليهم الحصار ويأسوا من أمرهم عرضوا الصلح والاستسلام على أن يأتي الرجل الذي يجدون وصفه في كتبهم أنه يستلم مفاتيح القدس منهم ، فلما سأل المسلمون عن وصفه وذكروا من صفاته الخلقية والخلقية ما اتفق المسلمون أنها تنطبق على عمر رضي الله عنه فأخبر أبو عبيدة عمر بذلك ، فاستشار عمر الصحابة في شأن المسير إلى القدس ثم أجمع رأيه على الخروج ، فخرج هو وغلامه على دابة له !

فلما اقترب من بيت المقدس ولقيه جيوش المسلمون يروى أن غلامه كانت له نوبة الركوب على الدابة وعمر يقود الدابة ماشيا ، وثوبه مرقع !

ثم اجتمع عمر بالنصارى وسلموا له القدس  في شوال من عام 15 للهجرة مقابل حقن دمائهم وأموالهم ، فعقد لهم عقد الذمة بأن يكونوا من رعايا الدولة الإسلامية بشروط وحقوق مذكورة في العهدة العمرية المشهورة في التاريخ .

وقام عمر بتنظيف بيت المقدس من القاذروات بنفسه بعد أن اتخذه النصارى اصطبلا للخيول ، وفي أثناء ذلك حضرته الصلاة وعرض عليه أحد قساوسة النصارى أن يصلي في كنيستهم فرفض ذلك ، لئلا يتخذ أحدهم ذلك ذريعة إلى أخذ كنيستهم منهم وقد أقرهم عليها .

ويمكن لمزيد من التفصيل مراجعة كتابي :
- البداية والنهاية لابن كثير .
- عمر بن الخطاب للدكتور علي الصلابي .

والله أعلم