إن حكمة التحريم من وجهة نظرهم : لأنها تتغذى على الحيوانات الميتة وجيف البحر ، وبذلك فإن أكلها قد يسبب التسمم لدى الإنسان .
- ويعتقد الشيعة أن جميع الكائنات التي تعيش في الماء كلها مُحرمة إلا الروبيان والأسماك التي لها فلس ، و الفلس : هو قشر دائري الشكل في الغالب يغطي جلد السمكة ، أما سائر الكائنات البحرية فهي مُحرمة .
- ودليلهم على ذلك التحريم : الروايات الكثيرة المروية عن الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و منها :
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ أَقْرَأَنِي أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ـ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ عَلِيٍّ ( عليه السلام ) فَإِذَا فِيهِ أَنْهَاكُمْ عَنِ الْجِرِّيِّ وَ الزِّمِّيرِ وَ الْمَارْمَاهِي وَ الطَّافِي وَ الطِّحَالِ .
قَالَ : قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّا نُؤْتَى بِالسَّمَكِ لَيْسَ لَهُ قِشْرٌ ؟
فَقَالَ : " كُلْ مَا لَهُ قِشْرٌ مِنَ السَّمَكِ ، وَ مَا لَيْسَ لَهُ قِشْرٌ فَلَا تَأْكُلْهُ ، ( الكافي : 6 / 219 ) .
- أما موقف أهل السنة من هذا التحريم فهم لا يوافقونه ، بل إنهم يعتقدون أن جميع الكائنات البحرية حلال ومباح أكلها .
- وأدلتهم في ذلك كثيرة منها :
1- قوله تعالى: ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) سورة المائدة: 96 .
2- وقوله تعالى: ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يـَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) [سورة الأنعام 145].
3- حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عندما سئل عن الوضوء بماء البحر فقال عليه الصلاة و السلام : (( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )) أخرجه البخاري ، والأئمة الأربعة ومالك.