العلامة الأولى : أن يجد المذنب التائب حرقة في قلبه على ما فرط منه في جنب الله، وأن ينظر لنفسه بعين التقصير في حق الله الجليل.
العلامة الثانية : يكون أشد الناس ابتعاداً عن الذنب وعن أسبابه، نائياً بنفسه عن هذه الموارد.
العلامة الثالثة : الإقبال على الله تعالى بالطاعات وينظر إلى توفيق الله له بالتوبة على أنه نعمة عظيمة من أعظم النعم عليه، فيفرح بها ويحافظ عليها ويخاف زوالها، ويخشى عقوبة نكثها.
العلامة الرابعة: الصحبة الصالحة بأن يصاحب أهل الفضل والخير ويقاطع أصدقاء السوء ومن لا خير فيهم.
العلامة الخامسة : الاستمرار والمداومة على الاستقامة على دين الله تعالى ، وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه .
العلامة السادسة : التوفيق للطاعة، فمن رأى أنه موفق للطاعات وعمل الخيرات وهو مخلص في ذلك لله تعالى فليبشر، فهذا من دلائل رضا الله عنه في تلك الحال ولا يأمن مكر الله بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة. ومن رأى من نفسه حب المعاصي والإصرار عليها وعدم التوفيق لكثير من الخير فهذا -عياذاً بالله- من دلائل غضب الله عليه، فليتدارك ذلك بتوبة نصوح لعل الله يوفقه إليها فيختم له بخير.
-والكبائر هي : كل ذنب رتب الله تعالى عليه حد في الدنيا ووعيد شديد في الآخرة : وأهمها : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وقتل النفس بغير حق والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات والسرقة والزنا والسحر وغيرها .
- والله تعالى يغفر جميع الذنوب حتى الكبائر إلا الشرك به فإنه لا يغفره .
- قال الله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر (53)
- وقال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) سورة النساء (48).
- فإذا اقترف المسلم كبيرة غير الشرك فالأصل أن يقام عليه الحد مع التوبة الصادقة ، ولكن إذا لم يقم عليه الحد بسبب تقصير الدولة التي يسكن بها في إقامة الحدود فعليه بالتوبة
- وتتحقق التوبة إذا توافرت بها الشروط التالية :
الشرط الأول: الصدق والإخلاص في التوبةـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل.
الشرط الثاني: الإقلاع عن الذنب فوراً .
الشرط الثالث: الندم على فعله من الذنب أو الذنوب السابقة .
الشرط الرابع: العزم الأكيد على عدم الرجوع إلى الذنب أو الذنوب السابقة
الشرط الخامس: أن يوقع التوبة في وقت القبول -وهي بفضل الله- تقبل في كل وقت إلا في حالتين: إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها.
الشرط السادس : رد المظالم إلى أهلها إن وجدت .
الشرط السابع : العمل الصالح الذي يؤكد صدق التوبة .
- والله تعالى جعل باب التوبة مفتوح لكل عاصٍ مهما بلغت ذنوبه !! فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: ((يا بنَ آدمَ، إنكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان فيك ولا أُبالي، يا بن آدم، لو بلَغَتْ ذُنوبُكَ عنانَ السماء، ثمَّ استغفرتَني غفَرْتُ لَكَ ولا أُبالي، يا بن آدَمَ، إنَّكَ لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مَغْفِرةً))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي)
ومن رحمة الله تعالى على التائب من الذنب أن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويكرمه أيضاً بأن يبدل تلك الذنوب حسنات !!!
قال الله تعالى : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) سورة الفرقان (70)
-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة