ما هي عقوبة المماطلة في سد الدين شرعاً

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 عقوبة المماطلة هي :
1- الحبس: وهذا يقرره القاضي الشرعي حسب ما يتوصل إليه بعد النظر في الأدلة وشهادة الشهود.
2- العَرض: أي التشهير والقول به ، لأنه ظالم ويجوز التشهير بالظالم والقول بظلمه.

3- أن الله تعالى يتلف نفسه وماله ويمحقه وينزع البركة منه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ) رواه البخاري

- والمماطلة في سداد الدينّ مع القدرة على سداده: محرم
- فقد ورد في الحديث الصحيح أن عدم سداد الديّن يعتبر ظلم  ن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" متفق عليه ، وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي .

-وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته " .

-
 أما إذا كان الشخص المقترض يجتهد في السداد ويحاول ولكنه لا يستطيع السداد فعلاً في الوقت الراهن فيجب إمهاله حتى يغنيه الله تعالى .
- قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ سورة البقرة: 280 .

-وعليك بإنظار المعسر حتى ييسر الله تعالى له فيقوم بتسديد ما عليه من ديّن لك ولغيرك.

ومن ثمرات إنظار المعسر :
1- أن لك بذلك الديّن نصف أجر الصدقة  - لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة ). صححه الألباني

2- أن الله تعالى يعفو عنك ويتجاوز عن سيئاتك يوم القيامة، فكما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه) متفق عليه.

3- أنك ستكون في ظل عرش الرحمن يوم القيامة - لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله) رواه مسلم.

4- أن الله يكتب لك من الصدقات ما لم تتوقعه - ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة، ومن أنظره بعد حله كان له مثله في كل يوم صدقة) رواه أحمد

- و قال الله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) سورة البقرة 286 ، وما دام المستدين أخذ المال وهو يريد السداد وبذل أقصى درجات الوسع والجد للسداد فلا أثم عليه ، وهذا ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ) رواه البخاري.

- وعليه نقول :
فقد شرع الله تعالى الديّن والإقراض من باب التيسير على الناس بعضهم البعض وقضاء حاجاتهم ورفع الحرج عنهم ، بشرط أن يكون الديّن موثق وعليه شهور ومحدد بمدة زمنية لسداده، حتى أن الشرع قد أباح للطرفين في حالة الإعسار وعدم القدرة على السداد أن ينظره مدة زمنية أخرى قال تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة 280