ضوابط الحوار في الدعوة إلى الله يمكن تلخيصها في أربع نقاط رئيسة :
الأولى : العلم قبل الدخول في الدعوة.
لأن الدعوة هي نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا مقام الأنبياء والعلماء ، فيجب على من انتصب لهذا المقام أن يكون عالماً بما يدعو إليه حتى يكون على بصيرة وفهم وعلم ، لأن من دعا إلى الله على جهالة كان ما يفسد أكثر مما يصلح !
قال تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ..)
فالبصيرة والعلم أمر ضروري وهو سلاح الداعية أثناء دعوته وحواره ، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ.
الثانية : الرفق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .
فعلى الداعية أن يكون رفيقاً حكيماً مع المقابلين له مشفقاً عليهم وغرضه هدايتهم حقاً لا الظهور عليهم والعلو والتكبر.
قال تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ..)(النحل،125).
ولما أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون وهو الطاغية المتكبر كان من وصية الله لنبيه وأخيه هارون ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) ، فأمرهم ابتداءً باللين معه.
ولا يستثنى من ذلك إلا من عاند واستكبر وظلم كما قال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ..).
الثالثة : الصبر على المخالف وعدم الاستعجال عليه ، ولو تعدى وجهل أثناء الحوار وعدم مقابلة السيئة بالسيئة.
كما أوصى لقمان ابنه ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ..).
الرابع : الإخلاص في دعوته ، وابتغاء رضى الله وظهور الحق لا ظهور النفس حتى يبارك الله بدعوتك .
قال الإمام الشافعي رحمه الله"ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يجري الله الحق على لسانه".
والله أعلم