ليس هناك صيغة معينة لإهداء ثواب ختمة القرآن للميت ، وإنما يكفي في ذلك نيتك وأن ننوي بهذا العمل انتفاع فلان المتوفى ، فالله أعلم بنيتك ومقصدك ، وبمجرد نيتك إهداء هذا العمل الصالح للميت فإنه يصله ثوابه بإذن الله .
ولو قلت في ختام دعاء ختم القرآن ( اللهم تقبل مني هذا العمل واجعله في صحيفة فلان ..أو فإني أهب ثواب ختمتي إلى فلان (المتوفى) ..) فهو جائز لأنه نوع من الدعاء والرجاء إلى الله أن يقبل هذا العمل .
أما إهداء ثواب ختمة القرآن لأكثر من ميت فالأصل أن الأجر واحد ، وثواب هذا الأجر يجوز لك أن تشرك فيه جماعة ، فمثلاً تنوي أن ثواب هذه الختمة عن فلان وفلان فينقسم الأجر بينهما نصفين ، ولا ينال كامل الأجر كل واحد منهما ، لذلك فإن الأفضل ان تفرد كل ميت بثواب ختمة حتى يكون الأجر كاملاً له إن شاء الله .
جاء في كتاب الإقناع للحجاوي رحمه الله - وهو من علماء الحنابلة المتأخرين :
" وكل قربة فعلها مسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحو لمسلم حي أو ميت جاز ونفعه ".
وعلى كل حال فإن العلماء اختلفوا في وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت وانتفاعه به لأنه لم يرد فيه نص خاص ، لكن الأرجح هو انتفاع الميت بثواب أي قربة يهبها الحي له كما هو مذهب وترجيح جماعة من العلماء منهم ابن القيم وابن تيمية رحمهما الله .
والعلماء اتفقوا على انتفاع الميت بدعاء الحي واستغفاره وصدقته عنه ، وكلذلك بححجه عنه عند جماهير العلماء ، لأنه وردت أحاديث صحيحة بذلك .
فعليك أن تحرص على مثل هذه الأعمال خاصة الصدقة الجارية والدعاء والاستغفار له ففيه نفع عظيم للميت متى اخلص الحي فيها النية ولم يكن قصده الرياء .
والله أعلم