ما هي شبهة الطعن في طريقة الذبح الإسلامية وكيف نرد عليها

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الشبهة التي استخدمها الغرب ومن تابعهم من المستشرقين وأشباههم في بلاد المسلمين في الطعن بالطريقة التي شرعها الإسلام لتذكية الحيوانات وذلك بذبحها واشتراط قطع البلعوم والودجين أو نحرها ، هي زعمهم أن في هذا الذبح تعذيب للحيوان وسوء معاملة وأن هذه الطريقة في الذبح هي أشد الطرق إيلاماً للحيوان وهذا يتناقض مع الرفق بالحيوانات والإحسان إليها ، حتى وصل الحال ببعض دولهم - كهولندا - أن منعت  الذبح حسب الشريعة الإسلامية ، وعدت ذلك مخالفة للقانون يعاقب عليها !
بينما هم يعتمدون أسلوب الصعق أو التخدير حتى يفقد الحيوان الإحساس قبل ذبحه .

والجواب على هذه الشبهة من وجوه منها  :
1. أن المسلم يؤمن أن حكم الله فيه خير لنا في ديننا ودنيانا ، وأنه يستحيل أن يكون حكم البشر وشرعتهم خيرا وأحكم من شرعة رب العالمين الذي أحاط بكل شيء علما ، بينما الإنسان ظلوم جهول ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .

2. رفق الإسلام بالحيوان وجعل ذلك سبيلا للجنة ، وتحريمه تعذيب الحيوان والإساءة إليه وجعل ذلك موجبا للنار ، أمر ظاهر معلوم عن الشريعة الإسلامية ونصوصها كثيرة في ذلك ، ومنها : 
1. أن سقاية الكلب كانت سببا في مغفرة الله لرجل وامرأة بغي !

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر. 

وفي حديث آخر في الصحيحين أيضا عن أبي هريرة أن رسول الله قال: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به.

2. وفي المقابل دخلت أمراة النار بسبب هرة عذبتها حتى ماتت :

ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن رسول الله قال  : عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ.

فالإسلام الذي يعتبر سقاية الكلب رفقا وشفقة وابتغاء الأجر طاعة تبلغ مغفرة الذنب ، وتعذيب هرة ذنبا موجبا للنار ، أيعقل أن يشرع بعد ذلك ما فيه تعذيب للحيوان وإساءة له !

3. أما دعوى أن الذبح حسب ضوابط الشريعة الإسلامية فيه تعذيب وأنه أشد الطرق إيلاما للحيوان ، فكلام باطل غير صحيح ، بل الذبح بهذه الطريقة فيه مصلحة للحيوان ومصلحة للإنسان : 

- أما الحيوان : فقد أثبتت الدرسات المعاصرة - بضعها قام بها مسلمون وبعضها قام بها غربيون - أن الذبح حسب الطريقة الإسلامية هي أخف طرق  إزهاق روح الحيوان ، وان الألم الذي يشعر به الحيوان يسير  وقصير لا يتعدى لحظة الذبح ، لأنه بقطع حلقومه وعروق العنق وسيلان الدم ينشغل الجسم عن الألم بتزويد الدماغ بالدم الذي انقطع عنه بالذبح ، أما تحريك الحيوان لنفسه وتشجناته فهي تشجنات وليس حركات من يتلوى من الألم كما قد يظن الناظر.

- اما الإنسان  : فهذه الطريقة في الذبح كفيلة بإخراج الدم من جسد الحيوان وتصفية اللحم والعروق منه، وبالتالي تخرج الميكروبات والجراثيم من هذا اللحم وتنتفي المضرة من أكله ، بينما بقاء الدم أو أكثره محتبساً داخل الجسد والعروق يجعل اللحم مليئا بالميكروبات والامراض التي قد تنتقل للإنسان .

4. أن إساءة بعض الجزارين والناس عند الذبح وعدم تقيدهم بالضوابط الشرعية للذبح بما قد يعذب الحيوان فعلا هي خطأ منهم لا ينسب إلى الإسلام ، و لا يجوز تحميل الإسلام مسؤولية إساءة بعض المنتسبين إليه في الذبح .

فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) (رواه مسلم )

بل قد نهي أن تذبح الشاة أمام الشاة او يلوح السكين في وجهها لئلا يكون في ذلك تعذيبا لها ! 

فأي شرعة أحسن من هذه الشرعة وأي إحسان فوق هذا الإحسان .

( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ).

والله أعلم