لامية العرب هي قصيدة مكونة من ثمانية وستين بيتاً, نظمها الشنفرى وهو من الشعراء الصعاليك على البحر الطويل, وسميت باللامية لأن قافيتها حرف اللام, حوت اللامية عدة فضائل واخلاق انسانية, مثل العفة والصبر,علو الهمة وسمو النفس,ورفض الذل والترفع عن النميمة, ومن بعض خصائص الايقاع الصوتي في لامية العرب ما يأتي:
أولاً: جاءت القصيدة على بحر الطويل وتناسب هذا البحر بثقل تفعيلاته مع هموم الشنفرى الثقيلة على نفسه, والتي تتسم بالهدوء والتأمل الذي يتناسب مع حزن الشنفرى وصوت الروي فيها هو اللام كما جاء في كامل القصيدة, ومنها :
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
ثانياً: التكرار, ومنه تكرار الحروف فمثلاً تكرر حرف الراء في البيت التالي ست مرات :
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
حيث استخدمه الشاعر في سياقي الرهبة والرغبة تبعاً لما فرضت عليه حياته المضطربة؛ لأنه شاعر وصعلوك في آن واحد.
ومنه البيت:
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
أيضاً تكرار حرف النون خمس مرات في أبيات, مثل:
وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا يَنَـالُ الغِنَى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
حيث يتوافق فونيم النون مع النفس الحزينة للشنفرى, حيث يختلط معه تأمل الفقر وآثاره, فيجعل الانسان السوي في حيرة من أمره بين تحدي المصاعب والصبر او ان يدخل في طريق الافعال الخاطئة والمعيبة, وأسهم فونيم النون في ابراز هذا المعنى.
ثالثاً: التشبيه والمعنى, حيث تكررت أداة التشبيه( كأن) في القصيدة تسع مرات, فأعطت مصدر قوة للتشبيهات, حيث أن هذه الأداة أقوى من الادوات الاخرى, ومن الأمثلة عليها من لاميته:
مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كَـأَنَّ شُدُوقَـها شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ