ما هي حقوق نفس الإنسان عليه وكيف يؤديها وما هو عقاب التقصير فيها

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
٢٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
حقوق النفس كثيره وتتوقف الحقوق المتعلقة بالنفس على أنواع النفس من الناحية الفلسفية النفسية والتي تشمل (النفس الآمرة بالسوء، النفس المطمئنة، النفس الملهمة، النفس اللوامة، والنفس الراضية، النفس الكاملة).

حقوق النفس الآمرة بالسوء؛ وهنا يكمن حق النفس في الحفاظ على الفطرة التي خلقت عليها فجميع الناس خلقوا على فطرة صافية نقية خالية من الشر والسوء، وكل ما نراه من أمور غير سوية هي خاضعة للعوامل البيئية المختلفة وعليه لا بد أن يقوم الإنسان في كل مرحلة من مراحل حياته على تهذيب نفسه واعادتها لفطرتها السليمة بحيث يبتعد عن السوء، ويلتزم بما ينتمي إليه من عقائد وتوجهات وتصورات تحكم ما لديه من أخلاق وتصرفات، وهنا وعند النظر لما هو سوي وما هو غير سوي نجد أن البشرية تجتمع وبلا استثناء على نظام أخلاقي عام يمكن أن يحكمهم على الرغم من وجود الفروقات الدينية والعقدية والثقافية والاجتماعية.

هذه هي الفطرة المتقبلة من الجميع على الرغم من الاختلافات لسويتها، وعقابة عدم إعطاء النفس حقها في حمايتها من أن تأمر بالسوء يكمن في أن يعيش الإنسان في قلق وتوتر دائم، وينمي ما لديه من شرور بطريقة تجعله سلبي في مختلف الأفكار والتوجهات والتصورات، غير متقبل من نفسه ومن المجتمع بشكل عام، وقد يتعرض للعواقب القانونية على المستوى المجتمعي، ومن الناحية العقدية يختلف العقاب من عقدية إلى أخرى.

النفس المطمئنة؛ وهي النفس التي يجب أن يتم تعزيزها بالبعد عن الخوف والحزن، ومن واجبات الإنسان على هذه النفس كحق الابتعاد عن كل أمر يعد سبب في زيادة الشعور بالخوف والحزن، والتعامل مع الذات بطريقة فيها قدر من الوعي والحكمة تحقق الطمأنينة، بالتعامل بواقعية، والابتعاد عن التخيلات، ومحاولة الوصول إلى الحقيقة بشكل دائم من أهم الأمور التي تساعد على تأدية هذه الحقوق.
 
أما بما يتعلق بعواقب عدم التحقيق فتتمثل في أن يعيش الإنسان قدر كبير من اللاواقعية وبالتالي بناء معرفة تسهم في التشتت وعدم القدرة على التركيز والتخبط المستمر، وعدم تحقيق الاستقرار النفسي، ونجد أثر عدم تلبية هذه الحقوق على المجتمع الذي يصبح مكان فيه الكثير من اليأس والانسحاب وعدم الثقة، مما يعني وجود مجتمع مفكك، وعلى المستوى العقدي العاقبة تكون بفقدان التوجه والشعور بعدم العدل الذي يسير النفس كما قد نجد أن عدم إعطاء النفس المطأنه حقها على المستوى العقدي يعني فقدن البوصلة الروحية التي تحدد مواضع السعادة والأمن.

النفس الملهمة؛ وهي النفس التي تساعد على اتخاذ الكثير من القرارات سواء سيئة أو إيجابية، ومن أهم الحقوق التي لا بد منها: اكتساب المعرفة الكافية التي فيها قدر من الحقائق، واكتساب مهارات المرونة والتقبل والفهم والاستيعاب، والعمل على إيجاد التوازن الفكري، هذه كلها مجتمعة سبب في إيجاد نفس ملهمة ايجابية، تتخذ القرارات الإيجابية مما يعني عيش الإنسان بطريقة سليمة، وعدم تلبية هذه الحقوق يعني أن يخوض الإنسان التجارب السلبية بقدر كبير ويبتعد عن الحقيقة والحكمة ليجد الأثر النفسي والاجتماعي ظاهر بفقدان القدرة على الثقة بالنفس والبعد عن الشعور بالأمن والطمأنينة، ومنعزل عن الآخرين وزيادة الشعور بالوحدة، وعلى المستوى العقدي يختلف الأثر المترتب من عقدية إلى أخرى لكن بالمجل يكون الأثر المترتب سلبي لا إيجابي.

النفس اللوامة؛ وهي ما تمثل الضمير الإنساني ومن أهم حقوق هذه النفس الحفاظ على ما يسيرها من أخلاق وعقائد ومبادئ وتوجهات وتصورات، وفي حال عدم تتبع هذه العوامل يترتب الأثر الأكبر على الإنسان المتمثل بتحجر الفكر والنفس والقلب وزيادة الصفات السلبية من مثل الأنانية والحقد والبغض والكره، وفي حال التقصير في تحقيقها يفقد الإنسان ثقته بنفسه وبالآخرين، كما أن فقدانها سبب في خلق مجتمع متهلهل فيه الكثير من مسببات الفساد، وانخفاض أهمية ثوابت المجتمع الأخلاقية مما يعني ضياع الإنسان والمجتمع للشعور بعدم العدل والمساواة والنزاهة، والأثر العقدي قد يكون دنيوي فالظالم يظلم في مختلف العقائد، أو عقاب متأخر ويتوقف على التوجه العقدي لكل شخص.

النفس الراضية؛ وهي النفس التي وصلت لمرحلة من الفهم والحكمة الوعي بطريقة تجعلها راضية في ما هي عليه الآن وتعمل لما ستكون عليه غدَا، ومن أهم حقوق هذه النفس: الواقعية وتطوير مهارات الإمتنان النفسي والشعور بالإيجابية، والبعد عن الانتقاد، كلما طور الإنسان هذه القدرات كلما حقق لنفسه الرضا وشعر به، وعاقبة عدم تحقيقها على المستوى النفسي الاجتماعي يتمثل في اليأس والاكتئاب والفقدان القدرة على الاستمرار بطريقة سليمة، والأثر العقدي المترتب يتمثل في فقدان الإيمان والثقة.

النفس الكاملة؛ وهي النفس التي تمتلك الحقيقة وهنا لا تكون الحقيقة أمر نهائي فالحقيقة موجودة في كل أمر ولا يمكن امتلاك الحقيقة مرة واحد فقط فهي تحقق وتمتلك في كل مرحلة من مراحل الحياة مما يعني إعطاء النفس هنا حقها، وتخفيف الأثر المترتب بالتشتت والتية والضياع وعدم القدرة على الفهم، كلما اكتسب الإنسان الحقيقة كلما كان قادرًا على اتخذ القرارة وبالتالية متحكم بالنفس الملهمة، ومتحكم بالنفس اللوامة لأنه يعي نفسه وذاته وبالتالي متحكم بضميرة ومتحكم بنفسه الآمرة بالسوء، كما يصبح أكثر قدرة على الشعور بالرضا وممارسة الامتنان مما يعني وجود نفس راضية بشكلها السليم.
 
فنجد هنا أن النفس الكاملة أعلى مراتب النفس التي من خلالها يمكن إيجاد الإنسان الحقيقي، وعدم تلبية متطلبات هذه النفس يعني الشعور بعدم الحقيقة بشكل دائم مما يعني الإنهاك العقلي والنفسي.