ما هي حدود التضحية في الحياة الزوجية؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
خزامى الرماضين هندسة صناعات كيماوية . 1619716795
 في البداية الدافع الأول والرئيسي الذي يدفع الزوج أو الزوجة للتضحية هو الحب، لذلك من وجهة نظري التضحية عموما هي أخلاق يتسم فيها الزوجين أو أحدهما، بحيث يعطي من وقته وجهده والتزاماته للطرف الآخر وفي سبيل العائلة ومصلحتها بالدرجة الأولى.
وفي إجابتي هذه سأوضح مفهوم التضحية وحدودها من جانبين مختلفين وسأحددها بنوعين فيما يخص العلاقة الزوجية:

التضحية الواعية أو الذكية
التضحية التي تأتي بمعنى التنازل والعطاء مطلوبة في العلاقة الزوجية، مثل التنازل عن بعض العناد في القرارات والتنازل عن العصبية من أجل أن لا يؤذي ويجرح أحدهما الآخر.
وكذلك العطاء من قلب محب بدون إهانة أو أن يمنن بإعطائه، لأنك مثلاً كزوج من واجبك أن تعطي وتمنح زوجتك من وقتك وحبك وحنانك. وكذلك الزوجة واجبها أن تمنح زوجها المشاعر الإيجابية وتدعمه دائماً وتصنع له ما يحب من الطعام والشراب بدافع الحب أولاً، ومن ثم من باب الواجب وسنة العلاقة الزوجية.

من الجدير بالذكر أن هناك شخصيات سواء الزوج أو الزوجة معطاءة بطبيعتها فتعطي بدون حدود، من دون أن تنتظر كلمة شكر من الطرف الآخر. والعكس موجود فتجد شخص أناني بطبيعته لا يحب أن يمنح، وإن أعطى يعطي بقدر محدود. لذا يجب على كلا الزوجين أن يكون واعياً لصفات شريك حياته خاصة الزوجة والنقطة المفصلية في هذه التضحية أو بمعنى آخر (العطاء)، أن تجد التقدير والمحبة من الطرف الآخر. فعندما تجدي زوجكِ يقدّر عطائك والجهد الذي تبذلينه في البيت وخدمة الأولاد، ويشكرك على تعبكِ فيكون لتضحيتك طعماً جميلاً وحلواً لأنه ببساطة يستحقها. وكذلك بالنسبة للزوج فوجود زوجة تنتظرك بكامل طاقتها وابتسامتها وتقدر غيابك عن البيت من أجلها وأجل الأولاد، فهي تستحق التعب والجهد الذي تبذله في سبيل الهناء والراحة لحياتكما.

وفي العلاقات الزوجية السليمة القائمة على الحب والعطاء تجد كلا الزوجين يضحيان بوقتهما وجهدهما من أجل أنفسهما ومن أجل الآخر، وهما بكامل سعادتهما ورضاهما فتكون التضحية بمعنى الشراكة والتبادل والتعاون خاصة إذا وُجد الطرف الثالث وهم الأبناء.

أما..

التضحية غير الواعية
فإن الخلل واضح في هذا النوع من التضحية فتجد المضحّي بنفسه ووقته وجهده غير راضٍ عن نتيجة تضحيته؛ لأنها تُلغي شخصيته ووجوده ومتعبة لجسده ونفسيته. ففي بعض العلاقات الزوجية عندما ترى طبيعة العلاقة بين الزوجين تدرك كمية الاستغفال والاستغلال للطرف الآخر، وهنا تنتهي حدود التضحية الواعية والمطلوبة في العلاقة.

وعندما تقوم العلاقة على قلة الاحترام والتقدير لن تجد معنى للتضحية ولا لأي شيء تقدمه في سبيل نجاح هذه العلاقة، لأن كل ما تعطيه سيكون في هباء الريح ولن يُجدي نفعاً.
ربما ستسأل لما كل هذه السلبية فقد تمر العلاقة في منحنى ضيق في فترة ما، ويلجأ كل منهما لبعض التصرفات غير الواعية بحكم الموقف.
قد يكون معك الحق فأي علاقة ومنها العلاقة الزوجية قد تمر بفترة فتور وركود، ويقل الاهتمام بينهما وينطوي بنفسه عن الطرف الآخر لوقت قليل. ولكن لا يجوز أن يقل احترامه لشريك حياته أياً كان السبب ويقلل من قيمته.

وهذه التضحية تكون من جهة الزوجة لأنها في الغالب هي التي تضحي بنفسها في سبيل زوج غير مقدر وسيء الخلق معها، لذا على الزوجة بشكل خاص أن تكون مدركة لنوع التضحية الذي تقدمه وهل الزوج يستحق بالفعل ما تقدمه له.
وفي كل حال في طبيعة العلاقة بين الزوجين يجب أن لا يلغي أحدهما الآخر فالزوجة يجب أن تجد بعض الوقت تهتم فيه بنفسها وجمالها، وكذلك الزوج يجد وقتاً يخرج فيه مع أصدقائه بعيداً عن ضغط العمل ومسؤولية العائلة.
وبالنسبة لي أفضّل أن يكون كل شيء بقَدَر معين، فلا تبالغ في مشاعرك سواء بالتضحية التي تقدمها أو في الاهتمام وكما يقول المثل "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده". 


 
130 مشاهدة
share تأييد