يعود السبب في هٰذا الأمر إلى أن الأزواج يفقدون بعد فترة من الزمن القدرة على التنبؤ والتوق للمغامرة والتحدي، ويقعون فريسة الرتابة والروتين والذي ينتج عنه تبلد العقل وقتل الروح.
وتشير د. راندي غونثر إلى أن الأزواج في بداية العلاقة الزوجية يكونوا على استعداد تام لاحتضان أي مغامرة، وإلى كل ما هو سبب في اكتشاف بعضهم البعض، مما يسمح لهم باختبار أفكارهم وأفعالهم ومشاعرهم باستمرار وبشكل جديد، كما أن في بداية مرحلة الزواج الاحتياج للراحة والأمان والذي قد بكون سبب في تكون الملل ليس بعد من الاحتياجات الأساسية التي تؤخذ بعين الاعتبار عند مقارنة هٰذه الحاجة بوقت وجود الأطفال وكثرة المسؤوليات.
وتشير د. غونثر إلى أن مع زيادة فترة الزواج يتباطأ معدل اكتشاف كل زوج للآخر ويصبحون أقل قلقا بشأن المستقبل وشكل العلاقة، ويصبح كل زوج أكثر تقبلا لقيود الآخر بدلا من تحديها أو محاولة تغيرها، مما يضفي شعور بالنمطية على الحياة ونوع من الملل، حيث يعمل التعود على صفات الآخر في العلاقة الزوجية على تقليل استثمار طاقة من ناحية العواطف لأن العلاقة لا تتطلب الكثير، وهنا يبدأ الأزواج بتطوير طقوس لفظية وجسدية يمكن التنبؤ بها مما يزيد الشعور بالملل.
وحسب الدراسات فإن القدرة على التنبؤ بسلوك الطرف الآخر وخاصة في العلاقة الزوجية سبب إلى اللامبالاة والشعور بالملل، والذي قد يتحول مع مرور الوقت لشعور بالسخط والانزعاج.
وهناك من يرى أن السبب في الملل يعود لبعض السمات الشخصية لبعض الأزواج بحيث يكون الملل خيارهم الشخصي، فالرغبة في العيش بشكل واضح بعيد عن التنبؤ والمفاجأة، رغبة حقيقية توفر الشعور بالأمن، والقدرة على التوقع وبتالي القدرة على التعامل مع المواقف بشكل نمطي مما يقلل نسبة الصراعات.
ومن الأسباب الأكثر شيوعا والتي تضفي طابع الملل على الحياة الزوجية:
- التوقف عن طرح الأسئلة؛ نتيجة الشعور بمعرفة الروتين اليومي للشريك فإنك تتوقف عن طرح الأسئلة والتي تعد إشارة للاهتمام والحب والتقدير. وهنا يشير د. باترك وأنيس إلى أن من أهم الأسباب التي تسبب الملل في العلاقة توقف الزوجين عن السؤال وهٰذا أمر خاطئ لأن الإنسان في تطور مستمر حتى مع معرفة كل المعلومات عن الزوج لا تتوقف عن السؤال وتعرف عليهم من جديد في كل يوم حتى لا تسمح للملل بأن يتسلل لحياتك.
- تغير ظروف العلاقة؛ يشير د. باتريك وأنيس إلى أن الأشخاص لا يختلفوا في العلاقات وإنما الظروف المحيطة بالأشخاص ضمن العلاقة تتغير وهٰذا الأمر يحدث مع الأزواج فالتغير الحاصل على طبيعة العلاقة وتطور ما فيها من مسؤوليات وجهد سبب في الشعور بالملل.
- التوقف عن المفاجأة؛ توقف سولكيات المفاجأة بين الزوجين سبب في الشعور بالملل، قد يشعر بعض الأشخاص أن الأمر بحاجة لكثير من الأموال لجعل المفاجأة أمر يستحق التقدير، أو فقدانهم الإبداع، لجعل الأمور البسيطة أمور تستحق المفاجأة والتقدير.
- التوقف عن المشاركة؛ قد يكون توقف مشاركة الأزواج عن بعض الأمور المشتركة أمر يسبب الشعور بالملل، ويجعل العلاقة فارغة تخلوا من أسباب المتعة والشعور بالمحبة.
- الانخراط في روتين معين؛ إن وجود روتين معين للأيام يضفي شعورا بالملل على كل من الزوجين ويجعل الحياة خالية من روح النشاط والمرح والدعابة وفي بعض الأحيان الحب.
- اختفاء الهدف في العلاقة؛ قدي تكون بعض علاقات الزواج خالية من بعض الأهداف مما يعني خلو الحياة من السلوكيات والفعاليات والأنشطة التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف الموضوعة.
- الغموض وعدم المشاركة؛ قد يكون السبب في الملل في العلاقة عدم قدرة أحد الشريكين أو كلاهما غير قادرين على مشاركة أمور الحياة كاملة مع الشريك مما يجعل العلاقة محددة ومقديه بقيود كتيره وهٰذا الأمر يعمل على انتشار الملل.
- الشعور بأن العلاقة أصبح أمر مسلم به؛ فالزواج هنا أصبح أمر عادي وطبيعي وأمر مسلم به بما فيه من عادات وطقوس وغيره دون إحداث أي تغير بأي شكل كان.
- سيطرة التكنولوجيا على العلاقة؛ قدي يكون من أهم الأسباب في انتشار الملل في العلاقات الزوجية وجود الجانب الإلكتروني بحيث يمكن أن يقضي كل من الزوجين يومهما كاملا على الهواتف النقالة أو أجهزة الحاسوب المتنقلة، دون الشعور بالوقت. وهٰذا الأمر يعني أن يقع الزوجين في سجن التكنولوجيا وفقدان روح الحياة وأهميتها وأنشطتها.
أما أين يذهب الحب فهو يتأثر كما تتأثر الحياة بالملل، وقد تكون نفس الأسباب المستدعيه للملل هي نفسها التي تجعل الحب شيء نمطي بين الأزواج ومتوقع ومعتاد عليه، وبتالي يصبح الحب شيء مسلم به لا ننتظره في العلاقة الزوجية كما هو الأمر قبل الزواج.
ومن ناحية شخصية أرى أن الملل في الحياة الحالية في الزواج ناتج عن وجود مفهوم للزواج قائم على تكوين الأسرة والإنجاب وخلو الزواج من طموحات وأهداف إما من قبل الزوجين أو طموحات تحقق من خلال الاستثمار في الأبناء، فالمفوهم الموروث للزواج ومهيته وشكله يجعل منه أمر ممل ومتشابه من أسرة لأخرى، وكذٰلك الأمر بالنسبة للحب فهو متعلم بالكيفية والشكل والنوع والطريقة، وهٰذا الأمر يجعل من الحب والزواج أمور متوقعة غير جديدة تفتقر للإثارة والجذب ولفت الانتباه.
المصدر:
- bestlifeonline.com/boring marriage tips
- .psychologytoday.com/What Causes Boredom in Intimate Relationship