جلسة المغضوب عليهم هي جلسة يتكئ فيها الجالس على أَلْيَةِ أو راحة يده اليُسرى، والمغضوب عليهم كما ورد في كثير من التفاسير هم اليهود على وجه الخصوص، وفي العموم هم المعذبون.
وقد نهانا الإسلام عن هذه الجِلسة كما صحّ في مُسند أحمد وأبي داود من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من رواية الشريد بن سويد الثقفي إذ قال: (مَرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا جالسٌ هكذا، وقد وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، واتَّكَأْتُ على أَلْيَةِ يَدِي، فقال أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ المغضوبِ عليهِم؟)
وقد ذهب بعض العلماء رحمة الله عليهم إلى أنّ النهي عن هذه الجلسة على وجه الكراهة للتنزيه عن المغضوب عليهم، وقال آخرون وهو القول الأقوى بالتحريم، إي أن هذه الجلسة حرامٌ على هذه الأمة.
والعلة فيما يبدو من تحريم هذه الجلسة هي مجانبة جلستهم ومسلكهم وهديهم والتشبه بهم في شتى الأمور دقت أم عظُمت لما افتروا على الله من كذب و ما لا يليقُ من وصف ولِما اقترفوه من تكذيب و تعذيب لأنبياء الله صوات ربي وسلامه عليهم أجمعين ومحاربة ومعاندة ومجابهة لهذا الدين طامعين في عَرَضٍ من الدنيا قليل أو متمترسين وراء ما ورثوه من ضلال آبائهم منغلقين ومكتفين ومنكفئين على عادات جاهلية بغيضة. الله جلّ وعلا أعلم بما فيه نفعُ العباد ومصالحهم، فقد قال سبحانه وتعالى: {َألَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [14: سورة المُلك]
لذا فالواجب من منطلق الإيمان اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى والتزام هدي النبي عليه الصلاة والسلام و اجتناب ما نهى عنه الله تعالى وزجر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب أو سنة سواءً علمنا الحكمة أو جهلناها، قال تعالى: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [32: البقرة ]