حث الإسلام على زيارة المريض وقد ذهب أهل العلم إلى أنه سنة. وفي بعض الأحيان قد تصل إلى الوجوب وذلك في حق بعض الأفراد دون بعض. فالإمام البخاري رحمه الله ذهب بوجوبها وقد جاء في صحيحه: بَاب وُجُوب عِيَادَة الْمَرِيض.
أمتا بالنسبة للنصوص الثابتة في القرآن الكريم عن فضل عيادة المريض فلم يذكر أي نص بخصوص هذا الأمر وإنما الذي ورد هو أن الله هو الشافي وذلك على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى:( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) سورة الشعراء (80)
- فأسند المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله سبحانه وتعالى.
وقد ورد في الحديث القدسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم إستطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي).
كما وردت في الأحاديث النبوية نصوص ثابتة وصحيحة عن عيادة المريض منها:
1- قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: (رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ). رواه البخاري ومسلم.
2-كما جاء عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أنه قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ). رواه البخاري.
3- كما ورد عن ثَوْبَانَ أنه قال: إن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ). رواه مسلم.
4- ومما جاء في فضل عيادة المريض أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا). رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.
5- وقد صح عن الصحابي ثُوَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ أنه قَالَ: أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِي قَالَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ، فَوَجَدْنَا عِنْدَهُ أَبَا مُوسَى فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَام: أَعَائِدًا جِئْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: لَا بَلْ عَائِدًا، فَقَالَ عَلِيٌّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَةُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ). رواه أحمد والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
-ومن خلال هذا الحديث النبوي الشريف يتبن لنا بأن زيارة المريض لها فضل كبير، يكفي أن في فضلها أجر عظيم حيث أن الملائكة تستغفر للزائر، واستغفار الملائكة مجاب عند الله تعالى إن شاء الله.
6- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها) المصدر: السلسة الصحيحة.
7- وقد روت السيدة أم مسلمة أم المؤمنين عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة، قالت: فقلت، فأعقبني الله من هو خير لي منه محمداً صلى الله عليه وسلم). رواه مسلم في صحيحه.
-لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على زيارة المريض وأن ألا يترك هذا الفضل، وهذا الخير والأجر العظيم.