من أفضل الصفات والأخلاق التي تخلق بها الصحابي الجليل ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ومما اشتهر به هو (خلق الحياء) فقد اشتهر بهذا الخلق قبل الإسلام وبعده.
- حتى وصل في خلقه رضي الله تعالى عنه إلى شبه الرسول صلى الله عليه وسلم خلق عثمان بخلق النبي حيث قال فيه صلى الله عليه وسلم: "أَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا عُثْمَانُ".
- وهو من هو صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي". وزكاه الذي سواه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. ووصفته رفيقته في الحياة بأوجز وأدق عبارة قالت رضي الله عنها: "كان خُلُقه القرآن". فكان عثمان رضي الله عنه شبيهًا بصاحب هذه الأخلاق، وتلك الصفات الذي كان أشد حياء من العذراء في خدرها.
-فقد كانت الملائكة تستحيي منه،، ما لا تستحيي من غيره
- ومن المواقف التي تدل على حياء الصحابي عثمان بن عفان:
فقد ورد وثبت عن السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ؟!)رواه مسلم
فَقَالَ: ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) ؟! "
- وقد ورد في الحديث النبوي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي : أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ : عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي"
- وقد روى أحمد في مسنده وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ، فَقَالَ : ( إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ").
-ومن حيائه رضي الله عنه ما روته جارية لامرأته تدعى نباتة تقول: كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه، فيقول لي: لا تنظري إليَّ، فإنه لا يحل لك.
-ويقول عن نفسه رضي الله عنه موضحًا حياءه وعفته وحسن خلقه: "ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شربت خمرًا في جاهلية، ولا إسلام، ولا زنيت في جاهلية، ولا إسلام".
-ومن المواقف الجليلة التي وجبت ذكرها عن رفعة شأن عثمان بن عفان عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكَ. فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لاَ يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ".)
-فحياء عثمان رضي الله عنه لم يكن حياء مفتعلاً أو متكلفًا أو متصنعا، بل كان حياء صادقًا، وكأنما اختلط الحياء دمه ولحمه، فصار كالنَّفَس يفعله بلا إرادة رضي الله عنه.
- المصدر:
موقع قصة الإسلام