غض البصر عبادة عظيمة أمر بالله سبحانه عباده المؤمنين في قوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) ( النور، 30).
وهذه العبادة لها فوائد وثمرات مهمة منها :
1. امتثال أمر الله سبحانه وطاعته، وأنت بهذا تنال أجرأ عظيم ورضا ربك ورفعة درجتك في الجنة.
2. يورث قلبك نوراً وضياءً وانشراحاً ، فانظر كيف جاء الأمر بغض البصر في السورة التي اسمها النور، ثم بعد آية غض البصر وما يتعلق بها من أحكام جاء قول الله ( الله نور السماوات والأرض ..) ،وفي هذا كله إشارة إلى الطريق لنور القلب هو طاعة الرحمن بغض البصر عما حرم الله ، والجزاء من جنس العمل !
فمن أغمض بصره وعينيه عما حرم الله كان ثواب الله له بصيرة في قلبه ونوراً فيه ، وهذه البصيرة والنور الإلهي في قلب المؤمن تتجلى بصورة فراسة صادقة للمؤمن أو حلاوة إيمان أو طمأنينة وسكينة أو ثبات في القلب وشجاعة ، فهذا كله من آثار هذا النور الإلهي في قلب المؤمن.
بينما من أطلق بصره فيما حرم الله أورثه ذلك ظلمة في قلبه وسوادءً وضيقاً .
3. غض البصر يكفيك شر سهم إبليس المسموم ، فقد روي في الحديث - وإن كان ضعيفاً - " إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا من مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ" (رواه الطبراني)
فالنظرة المحرمة سهم يطلقه إبليس على قلبك يحاول أن يلقي فيه أثره سمه فيشغلك بهذه النظرة والتفكر في صورة المرأة ومحاسنها لعلك تصل إلى ما بعد ذلك من الكلام فاللقاء فالوقوع في الفاحشة !
ولو لم تصل إلى درجة الفاحشة فلا أقل من أثر هذا السهم أن شغلك عن طاعة ربك بالتفكر في الحرام، وقد يكون هذا النظر سبباً في مشاكل زوجية وخراب أسر.
لذلك كان غض البصر كالترس الذي يحميك من هذا السهم فلا يصيبك بل يرتد خائباً وهو حسير بإذن الله.
4. غض البصر يفرغ قلبك لمصالحه الدينية والدنيوية ، عوضا عن انشغاله بما لا طائل منه إلا التشهي والتحسر على ما تراه عينيه .
قال ابن القيم رحمه عن غض البصر " فرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه ".
والله أعلم