حسب ما ورد في معجم "القاموس المحيط" فقد عرفت علامات الترقيم في اللغة أنّها علامات اصطلاحيّة يتم كتابتها في أثناء الكلام أو نهايته، مثل: الفاصلة، النقطة, وعلامة التعجب والاستفهام، أمّا معناها اصطلاحاً فهي علامات معينة يتم وضعها في أثناء عملية الكتابة؛ بهدف معرفة مواطن الابتداء والفصل, الوقف، وأشكال النبرات الصّوتيّة, وبيان الأغراض الكلاميّة خلال القراءة، إضافة لتوضيح المقاصد ليسهل فهم المعاني في الجمل.
ومن هنا نجد أن كل من علامة التعجب والترقيم يهدفان الى إيصال معنىً محدد من خلال سياق الجملة.
- فعندما نقول: هل أتى محمد؟ فإن وضع علامة الاستفهام دل القارئ أننا نسأل ونستفسر إذا ما كان محمدٌ قد أتى أم لا , إذن علامة الاستفهام توضح الغاية من الجملة التي تأتي فيها أنها تعني الاستفسار , وقد يأتي الاستفهام بقصد السؤال, وقد يأتي بقصد الاستنكار مثل: هل لا زلت هنا؟ وهنا يعلم السائل أن الشخص لا زال موجوداً ولكنه يستنكر عليه فعل البقاء.
-وفي قولنا: ما أطول البرج! تشير الجملة القياسية على وزن " ما أفعل!" مع وجود علامة التعجب على استغراب السائل من طول البرج, أنه يقرّ بعظم طوله وهذا يدعوه للاندهاش والدهشة, وهناك جمل سماعية أي أنها لا يشترط أن تأتي على الوزن السابق ولكنها تدل من سياقها على التعجب, مثل: لم يسمعني أحد ! فأنا قد تعجبت من عدم سماعهم لي رغم أني قد تحدثت بصوت مرتفع مسموع ومع هذا لم يسمعوني, فتأتي الاستغراب من هذا الفعل مترافقاً معه علامة التعجب لتبرز مشاعر الاندهاش.
- ومن لطيف معاني علامات الترقيم مثل الفاصلة أنها تغير معنى الجملة بالكامل, مثل:
هيا سنأكل جدتي.
هيا سنأكل, جدتي.
ففي الجملة الأولى معنى طريف يوحي بأننا سنأكل الجدة, أما مع فارق وجود علامة الترقيم وهي الفاصلة اتضح أننا ننادي على الجدة, لأننا سنأكل.
-وما تؤديه النقطة من معنى مهم وهو التوقف؛ فعندما تترك الجملة دون نقطة قد يدل ذلك على وجود تكملة لهذه الجملة فينتظر القارئ ظناً منه أن الجملة لها بقية, بينما هي منتهية بالفعل.
ومن هنا يتضح لنا عظمة التفاصيل الصغيرة وأهميتها في هذه اللغة الثمينة!