ما هي الفائدة الروحانية للصيام ؟

لقد فرض الله الصيام على عباده ليس ليشق عليهم و يقسوا عليهم بل ليهذب نفوسهم و يرتقي بها و لتكون سببا للإبتعاد عما حرم الله لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش . فإن العبادة الهدف منها أن تنهى المسلم عن الفحشاء و المنكر فإن لم يحدث ذلك فإن عبادته ناقصة 

الصوم معناه من الامتناع..صام عن الشيء اي منع نفسه عنه.

والصوم اصطلاحا هو الامتناع عن الطعام والشراب وكافة الشهوات من طلوع الفجر الى غروب الشمس طاعة لله تعالى.

والصوم مشروعيته جاءت من الآية القرآنية:" يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون 
.أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه".

وبين عليه الصلاة والسلام أن الصوم ركن من اركان الاسلام حين سئل عن الاسلام فقال:" أن تشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا".


ولان الصوم عبادة تتعلق بالاخلاص ولا احد يعلم بك صائما الا الله فهنا يتجلى الاخلاص الحقيقي وهنا يكمن سر الروحانية في الصوم، وهنا يكمن التهذيب للنفس والسمو نحو الايمان الحقيقي.

الصيام هو من العبادات القديمة المعروفة في كل ديانة وفي كل مسلك روحاني وهو من الممارسات والرياضات الروحية التي اشتهر بها كل من يسعى للترقي الروحاني والإتصال بمصدره السماوي فالإنسان مكون من روح نورانية وجسد ترابي مادي والصيام الذي هو امتناع عن الطعام والشراب أي مصدر تغذية الوجود المادي يقوّي الجانب النوراني الروحاني في الإنسان وبالتالي يقرّبه إلى مصدره الإلهي إلى الله جل جلاله. لذلك فرض الله الصيام منذ عهد آدم عليه السلام إلى عهد نبي آخر الزمان عليه الصلاة والسلام وما من ديانة الإ ويمارس أتباعها عبادة الصيام لما لها من فوائد روحانية في التصفية والوصول إلى الصفاء الروحي الذي يهيءّ الإنسان لتواصله مع خالقه ومع وجوده الحقيقي الروحاني.