لمعرفة العلامات التي تشير إلى هداية الصراط المستقيم عليك أولاً أن تدرك معنا الهداية إلى الصراط المستقيم الذي ورد في قول الله تعالى:" اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ " سورة الفاتحة آية 6، حيث قيل في تفسيرمعنى الهداية في هذه الآية هي البيان والدلالة، ثم التوفيق والإلهام، وهو بعد البيان والدلالة. ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل. فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف ترتب عليه هداية التوفيق. وجعل الإيمان في القلب وتحبيبه إلى، وتزيينه في قلبه، وجعله مؤثرا له، راضيا به، راغبا فيه. هما هدايتان مستقلتان، لا يحصل الفلاح إلا بهما. وهما متضمنتان تعريف ما لم نعلمه من الحق تفصيلا وإجمالا، وإلهامنا له، وجعلنا مريدين لاتباعه ظاهرا وباطنا. ثم خلق القدرة لنا على القيام لنا على القيام بموجب الهدى بالقول والعمل والعزم. ثم إدامة ذلك لنا وتثبيتنا عليه إلى الوفاة.
ومن أهم أسباب الهداية حسب سنته سبحانه وتعالى: الاتباع، وهو السير وفق الشرع ومقتضاه، واطراح كل شيء يخالف هدى الله سبحانه وتعالى، وطاعة الله في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المبلغ عن الله سبحانه وتعالى، وبهذا فإن الاتباع يشمل الالتزام بما ورد في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من عقائد وأحكام وأوامر ونواه وآداب وأخلاق، وكل ما يرشد إليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالاتباع ليس مجرد شعار يرفع، وإنما هو تحقيق معناه في قلب المسلم وجوارحه وأفكاره.
فإذا وجدت في نفسك تحقق هذه الأمور، فأنت بإذن الله على الصراط المستقيم وما عليك إلا أن تحافظ على هذه الهداية بدوام ذكر الله، سؤاله دائماً الهداية حتى لا تزل قدمك عن الطريق المستقيم.
المصادر
صيد الخاطر ابن القيم
بدائع الفوائد ابن القيم
9 مشاهدة
