ما هي الضوابط الشرعية لتأديب الزوجة الناشز

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٣ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذه الضوابط جمعتها آية سورة النساء في قوله تعالى :
( ..   وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)  وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) ).

فالآية أوضحت أن أمام الزوج سلوك أربعة طرق لتأديب زوجته الناشز التي خرجت عن طاعته بدون مبرر وعذر شرعي يبيح لها مثل هذا الخروج :

أولاً : عليه أن يعظها بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ويذكرها بالله و بحقه عليها وأي أجر تكسبه بطاعته وأي إثم ينالها بمعصيته .

ويدخل في هذا الباب أن يكون هو قد أحسن عشرتها أولاً وعاشرها بالمعروف ولم يؤذيها أو يسيء إليها ، فالمعاملة الحسنة من المفترض أن تقابلها الزوجة بالمثل ، أما من أساء عشرة زوجته فهو الملوم قبلها على ما قد يقع منها من تقصير ونشوز .

وفي الحديث " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .

ثانياً : إن لم ينفع معها الموعظة والكلمة ، فينتقل إلى الجرجة الثانية وهي الهجر .
والهجر نوعان :
1. هجر في الفراش : بمعنى لا يجامعها أو لا ينام معها في نفس الغرفة، وهذا الهجر له فعله والاستمرار عليه حتى ترجع عن عصيانها ونشوزها .
2. هجر الكلام : فلا يكلمها حتى ترجع عن نشوزها ، وهذا الهجر حده بعض العلماء بثلاثة أيام وهي مدة الهجر المسموحة .

وعلى كل حال لا يهجر بيتها لأن النبي عليه السلام قال ( ولا يهجر إلا في البيت).

ثالثا : الضرب : إذا لم ينفع الكلام والهجر فهنا يجوز للزوج الانتقال إلى الدرجة الثالثة وهي الضرب ولكن هذا الضرب مشروط بكونه تأديباً ولا إيذاءً .
فالمقصود من الضرب فعلاً هو إشعار المرأة أي حد وصلت في الإساءة إلى زوجها لعل هذا الضرب يكون رادعاً لها ، فبعض الناس لا يقرعهم إلا العصا !
ويشترط للضرب :
1. ألا يكون مبرحاً يعني لا يكسر عظماً ولا ينزل دماً ولا يترك أثراً ، وإنما ضرب خفيف بمنديل أو قماش أو سواك كما قال ابن عباس رضي الله عنه .
2. ألا يكون في الوجه لأمر النبي اتقاء الوجه عند الضرب .
3. ألا أن يزيد عن عشر ضربات لو ضربها بقماش أو منديل .

قال عليه السلام "  وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ " (رواه مسلم)

ومع كل هذه الشروط فإن الأفضل هو عدم ضرب المرأة :
قال عليه السلام في حديث له قصة(لقد طافَ الليلَةَ بآلِ محمَّدٍ نساءٌ كثيرٌ ، كلُّهُنَّ تشكو زوجَها مِنَ الضَّرْبِ ، وأيمُ اللهِ لَا يَجِدونَ أولئكَ خيارَكُم ) (رواه ابن ماجة)

رابعاً: إذا لم يصلح حال المرأة مع كل ما سبق فإن على زوج أن يطلب تدخل الحكمين من أهل ومن أهلها ، يحاولان الإصلاح والجمع بينهما ويبينان لكل طرف خطأه وصوابه .

فإن لم يمكن الإصلاح فآخر العلاج هو الطلاق .

والله أعلم