دعاء الاستفتاح: هو الدعاء الذي يقوله المصلي بعد تكبيرة الإحرام وقبل أن يبدأ في قراءة الفاتحة، وهو سنة من سنن الصلاة عند جمهور العلماء.
وقد وردت فيه صيغ متعددة في السنة النبوية، عن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم، منها:
أولا: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.، وفي رواية: وأنا أول المسلمين. رواه مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه.
ثانيا: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ثالثا: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك. رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
رابعا: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت. رواه مسلم والبخاري
خامسا: اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك، فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. رواه مسلم
سادسا: وأما صلاة الليل فقد زرد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان يستفتح قيام الليل قالت:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن النسائي ".
وجميعها صحيحة ويجوز أن يقرأ ما شاء من تلك الأدعية.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في أيهما يبدأ
أما في الفريضة، فالأفضل: (سبحانك اللهم وبحمدك.... إلخ الدعاء)، أو أن يقول (اللهم باعد بيني وبين خطاياي... إلخ) هذا المحفوظ عن النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الفريضة
كما قال رحمه الله أن من السنة أن ينوع المصلي في دعاء الاستفتاح، وأن لا يجمع بينهما في الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن، فكان تارة يستفتح بما جاء في حديث عمر: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، وتارة ما جاء في حديث أبي هريرة: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي..... إلى آخر الحديث)، هو في الصحيحين
وهناك من العلماء من ذهب إلى أنه لا حرج في أن يجمع المصلي بين أدعية الاستفتاح في الصلاة الواحدة.
كما سئل الشيخ محمد الشنقيطي: هل يجوز جمع روايات دعاء الاستفتاح في الصلاة، أم يقتصر على رواية واحدة؟
فأجاب حفظه الله:
الذي اختاره جمعٌ من المحققين أنه يُنَوِّع، فيدعو بهذا تارةً ويدعو بهذا تارة؛ لأن الخلاف هنا خلاف تنوع، وليس بخلاف تضاد، وبالتالي ينوع، فيصلي بهذا تارة ويصلي بهذا تارة؛ لأنه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن الراجح أن المصلي يقتصر على دعاء أحد أدعية الاستفتاح، ولا يجمع بين عدة أدعية في صلاة واحدة.