الذات الحقيقية هي الذات الأصلية التي فطرنا الله تعالى عليها والتي ولدنا بها وأتينا بها إلى هذا العالم وهي جوهر وجودنا الحقيقي وهذا الجوهر مجرَّد من كل الإضافات الشكلية التي أضيفت إليه من خلال اختلاط الإنسان بالناس ومعافسته للحياة الدنيوية وتلطّخه بتلوّث البيئة من حوله وما قارفهُ من الذنوب التي تحجبهُ عن حضرة علّام الغيوب وما تمَّ سكبه فيه من الأنماط الإجتماعية المقولبة وما تمَّ توريثه له من البرامج السلبية الفكرية والنفسية. كل هذه الأمور وغيرها تراكمت على الذات الحقيقية وصارت بمثابة حجب ظلمانية تحجب نور الذات الأصلي والنقي الذي هو فطري في كينونة الإنسان. وهكذا صار الإنسان يعيش معظم اوقاته من خلال الأنا المزيفة وليس الحقيقية. وحتى يعود للإتصال بالذات الحقيقية ينبغي عليه ان يقوم بالرياضات الروحانية من الصيام والذكر والتأمل والصلاة حتى يستعيد الصلة بالله من خلال هذا الإتصال يتصل بحقيقته الجوهرية التي مصدرها في الحضرة القدسية لله تعالى.