قال الله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) سورة المائدة (48)
- فالحكمة تتلخص فيما يلي :
1- يوجد مصلحة في كل شريعة أنزلها الله تعالى على قوم .
2- وقد تكون إبتلاء ، قال تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) سورة الأنعام (146)
3- وقد تكون لحاجة معينة : كما كان في شريعة آدم أن الأخ يتزوج أخته ، وذلك من أجل النسل واستمرار البشرية ، أما في شريعتنا فلا يجوز ذلك بل هو من المحرمات المؤبدات.، وفي شريعة يعقوب كان الجمع بين الأختين، أما في شريعتنا فلا يجوز .
4- وقد تكون أحياناً للتخفيف على الناس ، أو العكس.
5- وقد ترتبط الشريعة بحجم المجتمع والقوم التي نزلت عليه، فقد تختلف الشرائع حسب ذلك.
6- وقد يكون اختباراً وتمحيصاً من الله تعالى للناس فيمن يؤمن ومن يكفر.
- والشرائع السماوية التي ذكرت في القرآن الكريم هي:
- صحف إبراهيم وموسى.
- كتاب الزبور: أنزله الله تعالى على سيدنا داود عليه الصلاة والسلام.
- كتاب التوراة: أنزله الله تعالى على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. - كتاب الإنجيل: أنزله الله تعالى على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام.
- كتاب القرآن الكريم: أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الكتب السماوية، وناسخ لها، ومهيمن عليها.
- وكانت الكتب السماوية تبعث إلى أقوام خاصة، بينما القرآن الكريم بعث للناس كافة وهو حبل الله المتين إلى يوم الدين.
- والكتب السماوية السابقة جميعها تم تحريفها، بينما القرآن الكريم لا يمكن تحريفه أو البعث به لأنه الله تعالى قد تعهد\ بحفظه فقال سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
- وقد كانت حكمة الله تعالى من الشرائع السماوية السابقة وختمها بشريعة الإسلام الخالدة ما يلي :
1- دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده، وترك عبادة ما سواه وهداية الناس وإرشادهم إلى الخير والحق والصواب، قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة آل عمران: 164.
- وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله) (رواه مسلم). وفي رواية (كتاب الله وسنتي)
2- إقامة الحجة والبرهان على الناس، وفي هذا يقول الله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء: 165.
3- ومن الحكم تأييد الأنبياء والرسل وإظهار صدقهم في دعوتهم. قال الله تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) سورة آل عمران: 184.
4- من أجل إقامة العدل والحكم بين الناس بالقسط، قال الله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) سورة البقرة من الآية: 213.
-وقال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) سورة الحديد من الآية: 25.