ما هي الحكمة من وقوع فتن آخر الزمان

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحكمة: هي التمحيص ومعرفة المؤمن الحق الصادق، من المنافق الكاذب المخادع،
-قال الله تعالى: (أَحَسِبَ الناسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) سورة العنكبوت (2-3)
- والفتن تنقسم إلى قسمين:
 1- فتن شهوات (خمر وزنا ومخدرات وسرقة وغش وإحتيال وأكل أموال الناس بالباطل)
 2- فتن شبهات (فتنة النفاق والبدع وغيرها)

- والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا ماذا نعمل في زمن الفتن وظهور المعاصي وتبدل الخير بالشر وتوسيد الأمر إلى غير أهله  - حيث أمرنا باعتزال هذه الفتن واجتنابها والابتعاد عنها وعن أهلها، وعدم الخوض بها، وكَفِّ اليد واللسان عن العمل فيها.

فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي وَمَنْ تشرفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ) رواه الشيخان.

- والحكمة من اعتزال الفتن هو المحافظة على الدين والنفس والعرض، وحفظاً لمقدرات الأمة ومصالح المسلمين عموما.

- فعن كُرْزِ بن عَلْقَمَةَ الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رَجُلٌ: يا رَسُولَ الله، هل لِلإِسْلاَمِ من مُنْتَهَى؟ قال:  (نعم، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ الله بِهِمْ خَيْراً أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ"، قال: ثُمَّ مَهْ؟ قال: "ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ"، قال: كَلاَّ والله إن شَاءَ الله، قال: "بَلَى والذي نفسي بيده، ثُمَّ تَعُودُونَ فيها أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) رواه أحمد. وصححه ابن حبان وزاد في روايته: "فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي الله ويذر الناس من شره".

- والأصل في زمن الفتن أن يسارع العبد إلى ربه ويعود إليه ويلتجئ إلى حماه، ففي الحديث الصحيح (سابقوا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم) رواه مسلم.

-ومما يساعد كذلك على النجاة من الفتن الاعتصام بحبل الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح: (قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ) رواه مسلم.

 ومن طرق النجاة من الفتن كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب) سنن الترمذي