ما هي الحكمة من مشروعية حد الرجم في الإسلام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الحكمة في رجم الزاني المحصن :
1- لأنه عرف قيمة العرض ، وتعدى على عرض غيره ، ولإن لذة الزنا يتلذذ بها الجسد كله ، فكان الرجم بالحجارة ليتألم الجسد كله !!!

2- لأن الداعي إلى الزنى هو داع قوي في النفس البشرية فجاء من خلال تخطيط وإرادة وإصرار ، فكانت العقوبة مغلظة بهذا الشكل في مقابلة الداعي القوي للزنا .

3- رمي الشخص بالحجارة حتى الموت ! وأمام الناس !! من أبشع العقوبات الشرعية ، لأن الزنا للمحصن من أبشع الذنوب كذلك، فالزنا من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله تعالى .

4- ولأن في هذه العقوبة تذكيرا لعقوبة الله لقوم لوط بالرجم بالحجارة على ارتكابهم للفاحشة وهي اللواط .

5- ولإن هذه الجريمة مدمرة للبيوت ومدنسة للفراش ومفسدة للأنساب ناسب ذلك وقوع أشد العقاب بأصحابها ردعا لذوي الأهواء ونكالا لأصحاب الفجور وعذابا للمفسدين في الأرض المخربين الديار الساعين في الناس بالخطيئة والفساد .

6- ولإن الحدود إنما شُرعت لتكون كفارة لأصحابها ، فذنب الزنى عظيماً ، ناسب أن يكون الحد عظيما والعقاب قاسيا.

7- والحكمة من إقامة هذا الحد أمام الناس لأنه يعتبر كاف لردع كل من تسول له نفسه للقيام بهذه الجريمة النكراء !! فإن الناس إذا رأوا الرجل وهو يرجم أو المرأة ، لن يجرؤ أحد على الإقدام على تلك الفاحشة لأنه يرى العقاب ماثلاً أمام عينيه !!

8- ومن الحكم كذلك حرص الشرع على حفظ العرض وحفظ النسب ،وإثارة الغيرة عند الناس.

9- حفظ المجتمع من الفساد وشيوع الفواحش فيه من غير خوف من جزاء أو عقوبة ، وحتى يسود العفاف والطهر والفضيلة في المجتمع .

10- حفظ كرامة الرجل والمرأة بأن لا ينزلوا بأنفسهم إلى مستوى الرذيلة والبهائيمية.


- والزاني إما أن يكون محصناً ( متزوجاً ) أو غير محصن ( أعزباً ) وقد فصل الشرع في عقوبة كليهما:

1- فعقوبة الزاني المحصن ( الرجل أو المرأة ) هي الرجم حتى الموت وأمام الناس كما قلنا سابقاً ، بدليل قوله تعالى :( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)سورة النور (2) 
- وقد قدّم الزانية على الزاني لحكم منها :
- أن الزانية هي السبب الرئيسي في الزنا ، فهي التي مكّنت الزاني من نفسها ، وهي التي أغرته بمفاتنها!
- لأن الزانية هي التي تتضرر بالزنا أكثر من الزاني - من حيث السمعة والحمل إن حصل وعزوف الناس عنها في طلبها للزواج .
- وفي الحديث عمر بن الخطاب ‏‏-رضي الله عنه- قال: إن الله تعالى ‏بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم ‏بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان ‏فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها، ‏وعقلتها، ووعيتها، ورجم رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده، ‏فأخشى إن طال بالناس زمان أن ‏يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب ‏الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ‏تعالى، فالرجم حق على من زنى إذا ‏أحصن من الرجال، والنساء إذا ‏قامت البينة، أو كان الحبل، أو ‏الاعتراف، وقد قرأتها: الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، ‏نكالاً من الله، والله عزيز حكيم)متفق ‏عليه. 
2- أما عقوبة الزاني غير المحصن ( الشاب الأعزب أو الفتاة العزباء  ) : فهي جلد مائة وتغريب عام عن بلده .