الحكمة من ربط اليد اليسرى عند نحر الإبل هي لجعلها تبرك أو تلازم مكانها ولا تضطرب وينبغي أن يذبحها من جهة عقلها لكي لا ترفسه أو تركله برجلها فلربما قتلته بركلها.
- وقد ذكر ابن حجر مُبيِّنًا الحكمةَ من عقل اليد اليسرى فقال لئلَّا تضطرب
- كما ذكر أهل العلم أن من الحكمة ربط اليد اليسرى حتى لا تنطلق فتُؤذي النَّاسَ إذا طُعنت في لُبتها. ولذلك قال الإمام مالك وأحمد: يَنحر البدن معقولةً على ثلاث قوائم، وإن خَشي عليها أن تَنفر أناخها
قال ابن القاسم: فإن امتنعت فلا بأس أن تعقل ليتمكن من نحرها. ومعنى قوله سبحانه وتعالى: {صواف} أي أن تصف أيديها بالقيود عند نحرها. وقد قرأ ابن عباس {صوافن} وهي المعقولة من كل بدنة يد واحدة فتقف على ثلاث قوائم».
كما جاء في كتب الحنابلة في «الإنصاف» «قوله (والسنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى)
والحكمة من نَحرِ الإبِلِ وعقل يدها اليسرى أنَّه أسرَعُ لخُروجِ الرُّوحِ؛ لِطُولِ عُنُقها
فإن من السُّنَّة النبوية في نحر الإبل أن تُنحر قائمةً، فقد ورد عن زياد بن جُبَيْرٍ قال: رأيتُ ابن عمر قد أتى على رَجُلٍ قد أناخ بَدَنَتَهُ، فَنَحَرَهَا. فقال: ابْعَثْهَا قيامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. متفق عليه
وقد جاء في قول ابن عمر: (سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» يعني أن تُنحر قيامًا، ويشهد لهذا دليل القرآن، قول الله تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ سورة الحج: آية 36
ويستحب عند نحر الإبل أن تنحر وهي قائمة معقولة اليد اليسرى فقد جاء في الحديث النبوي بأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهُ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْبَدَنَةَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى، قَائمةً على مَا بَقِيَ مِنْ قَوَائِمِهَا أخرجه أبو داود.
بخلاف الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ فَيُسْتَحَبُّ أَنْ تُذْبَحَ مضجعه على جَنْبِهَا الأَيْسَرِ، وَتُتْرَكَ رِجْلُهَا الْيُمْنَى وَتُشَدَّ قَوَائِمُهَا الثَّلاث، وهذا الَّذِي ذَكَرْنا من اسْتِحْبَابِ نَحْرِهَا قيامًا مَعْقُولَةً هُوَ مَذْهَبُ الشَّافعي وَمَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَالْجُمْهُورِ
وهناك أمور ينبغي مراعاتها عند نحر الإبل:
1- أن يتم النّحر والجمل قائم ومعقولة يسراه إلى الخلف مع ركبته، ويظل قائماً ببدنه على ما بقي له من قوائم.
2- أن يقوم الجزار بتوجيه الجمل نحو القبلة وهو مستحب وليس بواجب، فلو نحره إلى غير القبلة أجزأ ذلك وصح، لكن استقباله بالذبيحة القبلة يكون أفضل.
3- يستحب أن يعرض الماء لأجل أن يشرب الجمل قبل نحره.
4- لا ينبغي أن يقوم الجزار بنحر الجمل أمام حيوان آخر.
5- قبل أن يشرع بالذبح يجب ذكر اسم الله، بأن يقول بسم الله الله أكبر.
6- يكون النحر بإدخال سكين حاد ونافذ في لبّة الجمل وهو الموضع والمكان المنخفض في رقبة الجمل والموجود في أعلى صدره وبداية عنقه.
- وعند مذهب المالكية بأنه لا يجوز ذبح الإبل، وأنه لا يعتبر أكل الجمل حلالاً إذا ما تم ذبحه ولم يتم نحره.
لكن إذا كان مضطراً لذبحها، فإنه جائز. ولكن إذا ما استعصى الجمل وقاوم ولم يكن هناك إمكانيّة لنحره حسب الطّريقة الشرعيّة أو أنه هرب وسقط في حفرة أو بئر وتهدّدت حياته، فيصبح من المسموح به هنا أن يتم ذبحه أو جرحه في أي مكان من جسمه لينزف من خلاله إلى أن يموت.
- كما أن من العجب أن عملية ربط الجمل المعدة للركوب تكون أيضا في اليد اليسرى فقط.
والله أعلم