ما هي الحكمة من ذم الإسراف في زخرفة المساجد

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يقول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا ‏يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف آية: 31

- فالحكمة في ذم الدين الإسلامي من زخرفة المساجد تتجلى في النقاط التالية:
1- لأن الزخرفة تشغل القلب عن ذكر الله تعالى وتميت الخشوع ويلهي عن التدبر والحضور مع الله تعالى.
2- لأن في الزخرفة تشبه باليهود والنصارى.
3- لأن زخرفة المساجد هي من علامات يوم القيامة.
4- لأن زخرفة المساجد باب من الإسراف الذي نهى الإسلام عنه.

فقد جاء وعيد شديد على زخرفة المساجد فقد ثبت عن أبي ‏الدرداء رضي الله عنه قال: "إذا زوقتكم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم، فالدمار ‏عليكم". رواه الترمذي وقال الألباني في صحيح الجامع: إسناده حسن.‏

-فلا يجوز الإسراف في زخرفة المساجد وقد جاء النهي عن ذلك في الكتاب والسنة وزخرفة المساجد والإسراف في بنائها تعد من علامات ‏الساعة، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ‏تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".‏ رواه أحمد في مسنده

-وفي باب بناء المساجد ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة: (قال أنس: ‏يتباهون، ثم لا يعمرونها إلا قليلاً، فالتباهي بها: العناية بزخرفتها. قال ابن عباس: ‏لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى).‏

-فعند بناء المساجد ينبغي أن يكتفى من يريد البناء أو المساهمة في البناء أن يحقق الغرض من بناء المسجد وأن لا يسرف لا في البناء ولا في الزخرفة ولا حتى في الفرش ومن الأولى أن يتصدق ‏الشخص بقيمة الزخرفة للفقراء والمحتاجين فهذا هو الأصح والأفضل،

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه قدوة، فقد عمروا ‏المساجد بالطاعة والعبادة، معرضين عن الزينة والزخرف.‏

قال عمر رضي الله عنه عند تجديد المسجد النبوي: "أكِنَّ ‏الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر، فتفتن الناس".‏ رواه البخاري

-وقد ذهب ‏الشافعية إلى أن تزويق المسجد، ولو الكعبة، بذهب أو فضة حرام مطلقاً، وبغيرهما ‏مكروه).

-فيجب على المؤمن والمؤمنة أن يتقوا الله عز وجل في صرف أموالهم وألا تصرف إلا كما أمرنا الله تعالى..

-ولا شك أن المساهمة في بناء المساجد من الصدقات والهبات له أجر عظيم عند الله تعالى.
- وبناء المساجد تشمل (عمارتها، أو وترميمها وتعاهدها وصيانتها، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته" رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

- كما ورد عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

- وفي تفسير هذا الحديث قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري: وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة، لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه... وقيل بل هو على ظاهره، والمعنى أن يزيد في مسجد قدرا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل أحدهم ذلك القدر.

- والأولى والأفضل من صرف المال في زخرفة المساجد صرفه في وجوه البر الأخرى مثل: حفر الآبار، أو شراء آلة ترفع الماء لأهل قرية محتاجة أو في بناء مدرسة أو مركز صحي، أو توقف محلا تجارياً أو أرضاً زراعية لمصلحة الفقراء والمساكين أو طلبة العلم ونحو ذلك من القربات المتفق على فضلها وعظم أجرها، أما زخرفة المساجد فهي من الترف الذي لا يجوز وهو محل خلاف بين أهل العلم.

- فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أمرت بتشييد المساجد) قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.