ما هي الحكمة من تقديم الفاكهة على اللحم في سورة الواقعة

قال الله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يتخيرون * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الواقعة: 20-21 
- وقال الله تعالى تعالى: (وأمددناهم بفاكهة ولحمٍ مما يشتهون) سورة الطور 22

- نلاحظ من خلال الآيتين اليابقتين أن الله تعالى قدّم ذكر الفاكهة على اللحم، وذلك لحكم منها:
1- أن الفاكهة محببة للنفس أكثر من اللحم.
2- أن فائدة الفاكهة للجسم أكثر بكثير من اللحم.
3- أن المعدة الفارغة بحاجة إلى السكريات، لذا قد ورد في الحديث الصحيح: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فانه بركة). رواه الترمذي 

والفاكهة تحتوي على سكريات بسيطة وسهلة الامتصاص والهضم والتي تمد الجسم بالطاقة، وتذهب الجوع. أما لو بدأ الإنسان بأكل اللحم أولاً فسوف يحتاج جسمه إلى بضع ساعات حتى تكتمل عملية الامتصاص، فعند أكل الفاكهة أولاً تقوم خلايا جدر الأمعاء والزغابات المعوية بعملية تهيئة وتنشيط بسسب السكاكر الموجودة فيها، ومن ثم تستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام والتي يأكلها الشخص بعد الفاكهة.

- وهذا ما تؤكده الدراسات العلمية اليوم: فيقول خبراء التغذية أن تناول الفاكهة بعد الطعام يدمر أنزيم (بيتالين) وهو إنزيم أساسي لإتمام عملية هضم النشويات. ولقد أكدت دراسة سويسرية حديثة إلى أن تناول الفاكهة في نهاية الطعام أشبه بتناول جرعة من السم!!! لأن الفاكهة تحتاج إلى مرور بطيء إلى المعدة حتى تهضم بطريقة طبيعية ولكنها عندما تلتقي باللحوم تتخمر في المعدة وقد تتحول إلى كحول يعوق عملية الهضم.

- كذلك تفقد الفاكهة ما تحويه من فيتامينات ومعه تضطرب عملية التمثيل الغذائي للبروتين وينتج عن ذلك انتفاخ في المعدة.

- وينصح الأطباء القائمون على الدراسة بتناول الفاكهة قبل الطعام بمعدل ساعة أو بعد الطعام ب3 ساعات أو تناول وجبة كاملة من الفواكه.

- وعليه: فالحكمة طبية وصحية وسبحان الله العليم الحكيم، فالأصل في تناول الفاكهة أن يكون قبل الطعام بساعة أو بعده بساعة على الأقل، ولا يكون بعده مباشرة كما يفعل غالب المجتمعات والناس اليوم.